2025- 03 - 11   |   بحث في الموقع  
logo بالصورة… الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين logo محادثات "بناءة للغاية" بين واشنطن وكييف في السعودية logo أورتاغوس: سنجمع لبنان وإسرائيل لحل القضايا العالقة logo معركة تعيينات أمنية تشتعل ومواجهة حاسمة في بيروت! logo مصالح أمريكا فوق التحالفات.. (جواد سلهب) logo سلسلة لقاءات لوزير الدفاع الوطني logo لمراقبة البقاع اللبناني.. إسرائيل تفرض واقعًا عسكريًا جديدًا في جنوب سوريا logo الإفراج عن 5 اسرى لبنانيين لدى اسرائيل:"بادرة حسن نية"!
فيلم «أماني» تجسيد للطفولة المقهورة
2023-07-04 00:56:06

دمشق ـ هدى العبود

تلقت «الأنباء» دعوة لحضور افتتاح فيلم أماني للكاتب والمخرج الإعلامي سمير طحان، ونظرا لأهمية ما حمله الفيلم من تقاطعات ومسارب هامة اتجهت «الأنباء» الى المحلل والناقد محمد حبوس للوقوف على رأيه عن محتوى الفيلم واهميته خاصة بمجال الطفولة، فقال: «جميعنا يعلم انه من المفترض أن تكون الطفولة، هي المرحلة الزمنية الآمنة، للنمو والتعلم واللعب، وكل طفل يستحق التمتع بطفولته، من الحب والرعاية والحماية، حتى تتطور كامل قدراته، غير أن ربع أطفال العالم على الأقل لا ينعمون بهذه التجربة» جاء ذك من خلال تقارير منظمة «أنقذوا الأطفال» عن وضع الأطفال في العالم، وفقا لتقارير عدة، فإن معاناة الأطفال في المنطقة العربية، التي مزقتها الحروب، تمدد في أرجائها الفقر بأشد صوره القاسية، ويكفي إلقاء نظرة على تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، عن أحوال أطفال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لمعرفة الظروف القاسية التي تعيشها تلك الفئة، من حروب وجوع، وضعف في الحماية الاجتماعية والصحية.

وفي آخر دراسة عن قسوة الظروف، التي يعاني منها الأطفال في المنطقة العربية، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، في تقرير لها، من أن مستقبل الأطفال في لبنان وسورية واليمن وليبيا والعراق صولا الى المغرب بات «على المحك»، جراء تفاقم تداعيات الانهيار الاقتصادي عليهم، من نقص في التغذية والرعاية الصحية، وارتفاع في معدل العمالة في صفوفهم.

ولا تعد الدراسة الوحيدة للبلدان العربية التي يعاني اطفالها من الفقر والجوع وقسوة الحياة وحرمانهم من ابسط حقوقهم، إذ تمتد المعاناة عبر العديد من الدول الأجنبية المتحضرة وصولا الى أميركا اللاتينية، وتتنوع الأزمات التي يعيشها الأطفال في المنطقة، ومن خلال فيلم «أماني» نشاهد ما اسلفناه من معاناة الأطفال في المنطقة العربية، وهي عمالة الأطفال، تجنيد الأطفال، والتسرب من التعليم ونستطيع توصيفهم بأنهم ضحايا الحرب.

وقال الناقد سامر الشغري في هذا المجال:

صناعة أفلام للأطفال أو عنهم تعتبر من أصعب أنواع السينما، لأنها تحتاج إلى القيام بالكثير من الوظائف من الترفيه إلى التعليم والتوعية بأسلوب بسيط وجذاب وقيمي في الوقت نفسه، ولأن الجمع بين هذه المتناقضات ليس بالأمر اليسير، نجد أن عددا قليلا جدا من الأفلام الموجهة للصغار والمنتجة سنويا تستطيع أن تحقق نجاحا على الصعيدين الجماهيري والفني، وتصبح أيقونات تستعاد باستمرار.

المخرج السوري محمد سمير طحان اختار لنفسه سلوك هذا الطريق العسير، فتخصص في هذا المجال وأخرج أربعة أفلام وكتب الخامس، ولكن هذا الشاب الطموح الذي سار أولى خطواته قبل ستة أعوام، لم يبدأ كما انتهى ليظهر بفيلمه الأحدث «أماني» على صورة مغايرة لأعماله السابقة فانتقل من مدارج الهواية إلى مشارف الاحتراف.

ورغم أن طحان يحافظ في أماني على ثيمته الثابتة والأكثر تكرارا، الطفل الصبي المأزوم واليتيم غالبا، لكنه هذه المرة ليس منقطعا بأحلامه معتزلا عمن حوله، بل هو هنا لديه عائلة وأشقاء ورفاق، ويغامر في الحياة حتى يصل به الأمر الى انقاذ فتاة يعثر خلال عمله في جمع القمامة مع زوج أمه القاسي على ورقة حكت فيها معاناتها من رجل عجوز صاحب بطن كبيرة.

في الفيلم لغة سينمائية بسيطة وأخاذة وحركة الكاميرا انسيابية ومدروسة، واستخدام ذكي دون مبالغة لكاميرا الدرون، ولن أنسى ذلك المشهد المؤلم عندما التقطت عدسة المخرج لقطة شبه توثيقية لأطفال ينتظرون النفايات التي ترميها إحدى عربات الضغط في مكب للقمامة في أحد أحياء دمشق، وأخيرا أظن أن طحان عرف تماما بل وأتقن لغة السينما ذات الخصوصية، من السيناريو المضغوط والمكثف الذي كتبه واجتناب اللقطات المجانية، والتقطيع السريع الواعي المدروس، ليوصل فكرته من الفيلم ببراعة وليجعله مرشحا لجوائز عدة قد ينالها إن شاركت به المؤسسة العامة للسينما في المهرجانات الدولية.

بدوره، قال الإعلامي والكاتب الناقد نضال قوشحة

الفيلم سلط الضوء على موضوع عمالة الأطفال وخطورتها على الناشئة في سورية، وهي الشريحة التي دفعت أكبر الأثمان نتيجة الحرب التي دارت ولا تزال في سورية، حيث انتهكت معظم المفاهيم المتعلقة بالطفل، وصار في محط الأخطار الاجتماعية والحياتية التي أودت به إلى انزلاقات خطرة هددت حياته وكيانه المجتمعي.

ضحايا الحرب والفيلم تقاطعات درامية كانت خلفية للحدث الرئيس، منها والدة البطل المرأة المكسورة والمنهزمة وكذلك شقيقته الحالمة.

قدم فيلم «أماني» للمخرج طحان صورة عما يعيشه طفل يدعى كريم (حمود أبوحسون) في بيت أهله، ومعاناته من العنف الأسري أولا جراء معاملة زوج والدته القاسي معه (جمال العلي) وتاليا من مخاطر إجباره على ترك المدرسة والتوجه نحو العمل معه في مهنة نبش القمامة، وهي المهنة التي لاقت رواجا وتوسعا فيما بعد الحرب السورية داخل المجتمع. وعلى خط مواز، قدم الفيلم تقاطعات درامية كانت خلفية للحدث الرئيس، منها والدته المرأة المكسورة والمنهزمة المستسلمة وكذلك شقيقته الصغيرة الحالمة. وكذلك شخصية كاتب يخط رواية له في بيت قريب من مجال عمله الصغير، والذي يتعرف إليه صدفة من خلال رمي مسودات روايته في القمامة التي تعرف الصبي على قصة الفتاة أماني.

وأضاف قوشحة قائلا: «في جدلية الكاتب والطفل، يلقي طحان الضوء على موقف المثقف مما جرى ويجري في سورية، إذ يقف الكثير من المثقفين منظرين لما كان ويرون الموضوع من وجهة نظر أحادية، بحيث لا يعيرون اهتماما لما يجري على أرض الواقع. فالكاتب المثقف لم يجد في واقع الطفل وأحلامه المؤلم إلا أنه أوحى له بنهاية جديدة موحية للرواية في نظرة نرجسية لما كان».

ونظرا لأهمية الفيلم وآثاره على المجتمع، أسند دور الكاتب للراحل القدير الفنان السوري المخضرم أسامة الروماني، في أول ظهور سينمائي له بعد غياب ما يزيد على الأربعين عاما بعد تقديمه فيلم المغامرة مع المخرج محمد شاهين، في الفيلم المأخوذ عن رواية سعدالله ونوس «مغامرة رأس المملوك جابر».

بينما قال الكاتب والمخرج محمد سمير طحان: العمل يأتي ضمن المشروع الثقافي والفني الذي اعمل عليه لإعادة بناء الإنسان السوري بعد سنوات الحرب، والفيلم الذي نال نصه جائزة سيناريو سينما الأطفال مناصفة عام 2021 في المؤسسة العامة للسينما يطرح مفهوم الأمان والأمنيات لشريحة الأطفال الذين فرضت عليهم الحرب ومفرزاتها ظروف حياة قاسية وحرمتهم من التعليم ويتطرق بذات الوقت لقضية عمالة الأطفال بمهنة تفتقد لأدنى الشروط الإنسانية من خلال قصة الطفل كريم الذي يجبره زوج والدته على العمل معه في جمع المخلفات من حاويات القمامة، ومن خلال المشاهدة للفيلم تم رصد قصة هذا الطفل بما يمتلكه من شغف وحماس لكل ما هو فني وجميل مع امتلاكه لشعور عال بالمسؤولية تجاه طفلة لا يعرفها يحاول إنقاذها من سجنها الذي عرف به من خلال رسالة ملقاة في احدى حاويات القمامة، ولكن المفاجأة تأتي في ختام الفيلم ليضع المشهد الأخير كل المعنيين بمستقبل الطفولة أمام مسؤولياتهم في صون هذه الفئة وأمانها وأمانيها ليكونوا عماد الوطن في المستقبل.

وتابع طحان: الفنانون والفنانات شركائي في الفيلم، تبنوا رسالة العمل وعملوا بحماس لتقديم افضل ما لديهم من مقترحات ابداعية للخروج بالنتيجة المرجوة وإيصال رسالة الفيلم للجمهور، وهنا اهدي الفيلم لروح الفنان القدير أسامة الروماني الذي شرفني بقبول لعب دور الكاتب ما أعطى قيمة مضافة للعمل، والذي تعلمت منه الكثير من خلال لقائي به.

إن كل عمل إبداعي تتحدد قيمته بقيمة الرسالة التي يسعى صانعه لإيصالها الى الجمهور، وعندما كتبت فيلم أماني كنت أسعى لإيصال رسالته بضرورة حماية حلم الأطفال ورعايتهم ودعم مواهبهم وتبنيها خاصة أولئك الذين حرمتهم الحرب من الرعاية الأسرية السليمة بسبب اليتم وما ينتج عنه من حالات اجتماعية متفككة.





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top