2024- 11 - 23   |   بحث في الموقع  
logo شهداء وجرحى بالغارات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان logo فيدان يهاجم الأسد: أنت لا تريد السلام في سوريا logo إعلام إسرائيلي:توقيع الاتفاق في مراحل متقدمة من التنفيذ logo طهران ترد على الضغوط الغربية بِتشغيل أجهزة "الطرد المتطورة" logo 100 شهيد في الغارات الإسرائيلية على تدمر السورية logo سيناتور أميركي يسعى لمعاقبة الدول التي تدعم محاكمة إسرائيل logo خبير عسكري: الجيش الإسرائيلي يقوم بمناورات متشعبة في جنوب لبنان logo غارة إسرائيلية "جديدة" على الضاحية الجنوبية لبيروت! (فيديو)
مجد كرديّة لـ"المدن": أصنع بالكلمة والصورة حبلاً مجدولاً..لأصيد القمر
2023-07-03 11:56:42

مع فيلٍ قلبه سمكةٌ، وفأرٌ لا يعرف المستحيل، وفصاعين يقفزون بين قصص الحبّ وبيوت الشعر، فاضت رؤى مجد كرديّة من الرسم فاحتضنتها الكلمة. وكما تستوقف لوحاته الكثيرين لبساطتها ثم تنقلب، بعد أن يطيل الناظر التمعّن فيها، إلى صورٍ ومضامين أكثر عمقاً وتعقيداً، تستوقفنا كلماته، وتبدو للوهلة الأولى كأنّها مجرّد إضافاتٍ على أطراف العوالم التي يرسمها كرديّة بعيون طفلٍ وبصيرة فيلسوفٍ، ثم تنبت منها المعاني، وكأنّ شاعراً ينفجر في كلّ لوحةٍ.رحلة مجد مع الكلمة بدأت منذ زمنٍ، ورغم أنّ حجم نصوصه تقلّص مع مرور الوقت، ظلّ المعنى يتضخّم حتّى آوته اللوحات بحنكةٍ لافتةٍ، فتحوّلت شخصيّاته التي لا تملك أيدٍ إلّا لتحمل وردةً أو تردم جرحاً، الى فرسانٍ يقاتلون بسيف الحب مقت الحياة ورتابتها، وينصبّونه "سارقاً لأحزاننا" في رحلةٍ بصريّة وأدبيّةٍ لا يعود منها المرء إلّا مذهولاً مسلوب الأحزان.ولمّا كان الكاتب في مجد مستتراً في معظم الأحيان لصالح الرسام، كان لا بدّ لنا أن نلاحقه الى ما بعد لوحاته لنطرح عليه بعض التساؤلات في هذه المقابلة..
- يلحظ مَن يتتبّع إنتاجك الفنيّ أنّك كنت تُكثر من الكتابة، ثم عدلت عن ذلك مؤخراً، هل سرقك الفنّ التشكيليّ من الأدب أم أنّك استحدثت لكتاباتك بيئةً جديدةً؟* الكتابة كما الراكض على حبلٍ، أيّ خللٍ يفقد النصّ توازنه، توازن اللفظ والمعنى، لذا أشعر أنّ الرسم أكثر تسامحاً في ما يتعلّق بالتجربة والخلل. وربمّا أشعر أيضاً أنّ الموسيقى التي تنقص ما أكتبه من نثرٍ يمكن تعويضها في الرسم، أنا في الحقيقة عاشقٌ للشعر، وما أنتجه من نثرٍ يبقى دون الشعر في نظري، لذا حتّى عندما أرسم نصوصاً لغيري لا أختار سوى الشعر.- لماذا يبدو الجنون في عوالمك طبيعيّاً إلى هذا الحدّ؟* لأنّه ببساطةٍ ليس جنوناً، لكنّه الحياة بتناقضاتها، مهما تسابقنا معها في أيّ مضمارٍ كان، خيالاً، جمالاً، قبحاً، جنوناً، وركضنا إلى أن تقطّعت أكبادنا، سنجدها تضحك مرتاحةً عند خطّ النهاية قبل أن نبدأ السباق.- نعلم أنّك تصطاد الأسماك واللوحات، هل تخرج حروفك من أعماق البحار أيضاً؟* أحاول أن أخرج نصف السمكة، وأبقي نصفها الآخر في لُجّة الغموض، لو خرجت كلّها لماتت مختنقةً تحت شمس الوضوح والملل.- كـ"سارقٍ للأحزان"، كيف تتعاطى مع الحزن العبثيّ الذي يلازم الكاتب؟* هو رفاهيةٌ في خضمّ ما نعيشه، حزنٌ يشبه كأس نبيذٍ في آخر المساء بمصاحبة موسيقى شجيّة، هو حزنٌ ممتعٌ مقارنةً بالأحزان الواقعيّة، لذا قلّما تعطيني الحياة رفاهيّة الانتباه لحضوره.
- أين تنتهي اللوحة ويبدأ النص؟ أم أنّ انصهار الفنون يذيب الحدود بين العالمين؟* لا قاعدة تسري على كلّ الأعمال، لكننّي أحاول قدر المستطاع أن أصنع من الكلمة والصورة حبلاً مجدولاً أصيد به القمر، أحياناً ينقطع الحبلُ فأهوي، وأحياناً يحالفني الحظّ بالجمع بينهما.- ترسم بدهشة طفلٍ يبصر العالم للمرة الأولى، هل تكتب بيد هذا الطفل أيضاً؟* الرسم والكتابة هما تقنيّتان، لا يفترض أن يرسم أو يعزف أو يكتب البالغ كالطفل، لأنّ إنتاجه سيكون خالياً من المعرفة والتقنيّة، رغم أنّه وعلى عكس الأخير مطالبٌ بامتلاكهما واتقانهما معاً. لكنّ السرّ هنا يكمن في الربط بين الخيال الموغل في الرمزيّة وبين ما يفكر به الأطفال، فالمعرفة هي التي تمنح خيال الطفل دلالاته وعمقه.- "باللوحة ما بيوسع كل شي" لكنّ فضاء الكلمة لا متناهٍ، هل تستكمل الكتابات معنى لوحاتك أم تتعداه لأبعادٍ أخرى تتعثّر فيها اللغة البصريّة؟* هناك أعمالٌ يغلب فيها ماءُ اللوحة على ماء النصّ وأعمال يحدث فيها العكس. أحياناً يسخر النصّ ممّا رسمت وأحياناً تناقض اللوحة ما كتبت تماماً. هنالك استكمالٌ للشعور وليس استكمالٌ للوحات.- تتمتّع شخصيّاتك بهوية بصريّة واضحة تبلورت أكثر فأكثر مع مرور الوقت، في ما يتعلّق بالنصّ، هل تملك هذه الشخصيّات مساراً دراميّاً واضحاً؟* النصّ خضع لرحلةٍ طويلةٍ، بدايةً من النصوص العاميّة، التي بدأت طويلةً يسودها الحوار، ثم تحوّلت للفصحى بالأسلوب نفسه، ثم جنحت أكثر نحو الاختزال، للتحوّل بعدها لكلماتٍ قليلةٍ أحاول فيها إيصال أكبر معنى ممكن.- هل تستحوذ شخصيّاتك على حقّ تقرير مصيرها؟* الشخصيّات بالنسبة لي مثل صانعٍ الفنّ، هي أدواتٌ، كما الملعقة والسكين بالنسبة للطبّاخ، هي تتحوّل لشخصيّاتٍ عندما يراها المتلقي، لذا أعتقد أنّها لا تملك هذا الحقّ.- كتبتَ يوماً "أنهي القصة قبل النهاية بقليل، لا وقت للنهايات. في زمن الحرب القصص كثيرةٌ والأعمار قصيرةٌ".. أيمنحنا سِلم اليوم رفاهيّة "النهايات" أم أنّ الحرب فيك لم تنتهِ؟* أنا لا أرى اليوم سِلماً ولا حتّى على المدى البعيد، أمّا عن الحرب التي في داخلي، فأنا لا أملك حروباً على الصعيد الشخصيّ، أحيا حلمي كما أشاء بكلّ هدوءٍ، أمّا النهايات فهي آتيةٌ ولسنا مضطرّين لاستعجالها "كالطّول المرخى وثنياهُ باليدِ".


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top