في وقت تتكثف فيه التحقيقات، لمعرفة ملابسات مقتل الشاب البشراوي هيثم طوق على يد مجهولين في منطقة شحين في القرنة السوداء، بدأت تتكشف بعض المعلومات الطبية التي تدحض فرضية القنص ما سمح بتهدئة النفوس نسبياً بانتظار النتائج النهائية للتحقيقات ومعرفة الفاعلين والاقتصاص منهم بالقانون بعيداً عن الفرضيات العشوائية وإطلاق التهم والشائعات لاسيما بعدما بَيّن التقرير الشرعي ان المغدور لم يُقتل قنصاً بل من مسافة لا تتعدى العشرين متراً.
ماذا حصل بالفعل؟..
لا احد بإمكانه التكهن لان جميع الاقاويل السابقة والتي أدت الى غليان وبلبلة بعد سريان خبر وجود قناص من جهة الضنية اطلق النار باتجاه طوق دحضتها التحقيقات، وكل الآمال باتت معقودة اليوم على استكمال التحريات لمعرفة حقيقة ما حصل بالفعل ليبنى على الشيء مقتضاه.
دحض عملية القنص اراح أهالي جرود الضنية الذين يترقبون ما ستؤول اليه التحقيقات بعدما طالتهم أصابع الاتهام ويأملون التوصل الى الحقيقة الكاملة، كما يأملون ان تحل وبشكل جذري المشاكل الناتجة عن النزاع المزمن حول القرنة بينهم وبين جيرانهم من أهالي بشري.
ويكشف المدير الطبي في مستشفى بشري الحكومي الدكتور ابراهيم المقدسي لـ”” والذي كان متواجداً في المستشفى حين وصول جثة القتيل هيثم طوق انه تبلغ من طبيب الطوارىء بوصول جثة الى المستشفى مصابة بالرصاص حيث تم على الفور استدعاء الادلة الجنائية والطبيب الشرعي الذي أجرى صورة للصدر بينت دخول رصاصة من تحت الابط الايمن ووجود شظيتين في الرئة اليسرى من دون تحديد موقع خروج الرصاصة، عندها تمنى الدكتور المقدسي، بحكم الزمالة، على الطبيب الشرعي اجراء صورة للبطن لمعرفة ما اذا كانت هناك شظايا اخرى وما اذا خرجت الرصاصة او استقرت بالداخل وذلك بناء على الدورات التي أجراها مع الصليب الاحمر الدولي والسويسري حول المقذوفات البالستية لكن الاخير رفض وختم تقريره.
ويضيف انه بعد ذلك استدعت النيابة العامة من جديد طبيباً شرعياً تمنى عليه أيضاً الدكتور المقدسي اجراء صورة للبطن فوافق ليتبين عبرها ان الرصاصة إخترقت بطنه واستقرت في فخد رجله تاركة شظايا في الرئة اليسرى والبطن.
وأوضح الدكتور المقدسي ان هذا الامر دحض فرضية القنص وكشف ان اطلاق النار حصل من مسافة قريبة لا تتعدى العشرين متراً.
حادثة القرنة السوداء يجب ان تختتم تحقيقاتها وتنشر بأقصى سرعة لانها كادت ان تشعل فتنة يعلم الله مدى عواقبها ولانه من حق اهل بشري معرفة حقيقة من قتل إبنهم والاسباب الكامنة وراء ذلك، كما من حق اهل الضنية إثبات براءتهم او تجريمهم في حال كان من بينهم من فعل ذلك.