لا يُنتظر أن يشهد الأسبوع المقبل والفترة التالية، بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، أيّ تحرّكات أو نشاطات أو لقاءات سياسية بهدف تحريك الجمود بما يتعلق باستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية، أو ببقية الإستحقاقات والملفات المرتبطة والمتعلقة به.
يعود هذه الإنطباع إلى أنّ الفترة التي سبقت عطلة عيد الأضحى قد أُقفلت على انسداد آفاق وأبواب الحلول والمخارج، من غير أن تلوح أيّ بادرة لكسر الجمود الحاصل، إلى حدّ دفع البعض إلى وصف زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان الأسبوع الماضي بأنّها ثبّتت هذا الجمود ورسّخته، أكثر ممّا أسهمت في فتح كوة في جدار التسويات المغلق على جميع الجهات.
فالفريق السّياسي الداعم لرئيس تيّار المردة سليمان فرنجية أكّد تمسكه به ودعمه له، بعدما تلقى في آخر جلسة إنتخابات عقدت في 14 حزيران الماضي “جرعة دعم” مزدوجة: الأولى حصول فرنجية على رقم وازن ومرشّح للزيادة وليس النقصان، ما يفتح أمامه أبواب قصر بعبدا؛ والثانية أنّ مرشّح فريق المعارضة وزير المالية السّابق جهاد أزعور حصل على أصوات أقلّ من المتوقعه، برغم الدعم السّياسي والإعلامي الهائل الذي تلقاه، ما أصاب الفريق الداعم له بـ”صدمة” لم يخرج منها بعد.
هذه الصدمة جعلت الفريق السّياسي الداعم لأزعور أمام خيارين صعبين في المرحلة المقبلة، وتحديداً قبل عقد أيّ جلسة إنتخابات جديدة قد يدعو إليها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، في موعد ليس محدّداً بعد، هما:
أولاً: الإبقاء على دعمه أزعور برغم مخاطر تعرّضه لانتكاسة جديدة في الجلسة المقبلة، مثل حصول أزعور على أصوات أقل من الأصوات السّابقة التي نالها خلال الجلسة السّابقة، ما سيحدث تصدّعاً في صفوف المعارضة وتفرّقهم، وانقسامهم على بعضهم، وتبادلهم الإتهامات.
ثانياً: البحث عن مرشّح آخر يمكن من خلاله الحصول على أصوات أعلى من تلك التي نالها أزعور، ويكون منافساً أكثر جدّية لفرنجية. لكنّ العثور على مرشّح يجمع كلّ أطياف المعارضة يبدو متعذراً حالياً، ويحتاج إلى وقت ليس بالقليل، حتى لا يلقى أيّ مرشّح جديد مصير المرشّح السابق النّائب ميشال معوض، الذي انسحب من السّباق الإنتخابي، أو مصير أزعور، لأنّ ذلك يجعل المعارضة تبدو وكأنّها ترمي أسماء من كلّ حدب وصوب تحترق تباعاً، يظهر المرشحون معها وكأنّهم حقل اختبار.
يُضاف إلى ذلك أنّ القوى الخارجية المؤثّرة في الملف اللبناني لا توليه حالياً أيّ أهمية أو متابعة، وتهمله لمصلحة ملفات أكثر أهمية، ما يعني أنّ فترة الإنتظار المقبلة ستكون طويلة، وأن الجمود سيستمر زمناً أكثر من المتوقع.