2024- 06 - 29   |   بحث في الموقع  
logo هذا ما سمعه نائب سابق من الكاردينال بارولين logo غالانت عند الحدود اللبنانية: نستعد عسكرياً.. والبديل السياسي أفضل logo المسار الديبلوماسي يغلب التهويل الإسرائيلي.. وهوكشتاين ينسّق مع لودريان logo بايدن عازم على الاستمرار بالترشح..هل بدأ البحث عن بديل؟ logo توقف خدمات “أوجيرو” في هذه المنطقة logo العراق : اختتام معرض نفائس المخطوطات النادرة logo "القسام" تسقط طائرتي "درون" للجيش الإسرائيلي! logo "غير صحيحة"... البنتاغون يكشف ما صرح به بايدن أثناء المناظرة!
خاص - مليارات النزوح في أدراج المنظمّات... منافع خاصّة وتوطينٌ مقنّع
2023-06-17 09:27:31



لارا الهاشم - بعد 12 عاماً على بدء الحرب السورية لم تتبدّل السياسة الأوروبية تجاه الأزمة التي خلّفها هذا الواقع في المجتمعات المضيفة للناّزحين السوريّين. لا بل وأكثر، فإنَّ الدّول الأوروبية تتعاطى اليوم مع أزمة النزوح وكأنّ ما من شيء قد تبدّل من حولنا إن كان على صعيد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة أو لناحية الإنفتاح العربي على سوريا والتقارب السعودي-الإيراني والتركي-السوري. 
 
في مؤتمر بروكسل قرّرت الدول الأوروبيّة التحكّم بمستقبل لبنان ودول الجوار المضيفة رابطةً تبدّل سياسة أوروبا تجاه سوريا ب "الوصول إلى مرحلة سياسية انتقاليّة شاملة" وهنا تكمُن الخطورة. فكلام مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن حلّ سياسيٍّ شامل يعني تأجيلاً للأزمة تمهيداً لدمج النازحين في المجتمع اللبناني. فالحلّ السياسي يعني فتح باب الحوار، لكن عن أي "حل شاملٍ" تتحدّث الدول الأوروبيّة بعد أن أثبت نظام الأسد صموده وبعد أن وُضع التقارب بين النظام السوري والدول العربية على السكّة الصحيحة راسماً معه واقعاً سياسيّاً جديدا وحدها أوروبا خارجَه؟
 
بالنتيجة لم يخرج مؤتمر بروكسل سوى بوعود لا تزال حبراً على ورق بعد تعهّد الدول المانحة بتقديم 4 مليار يورو على شكل قروض ميسّرة و 4.6 مليار يورو على شكل هبات تمتدّ لسنوات إضافة إلى مليار يورو للعام 2024، أي ما مجموعه 9.6 مليار يورو لمجمل الدّول المضيفة من دون أن تتحدّد نسبة استفادة لبنان منها.
 
 لكن مهما كانت هذه النسبة فالتجربة أثبتت على مدى السنوات أن هدف الدّعم لم يتحقّق إن كان بالنسبة للبنانيّين أو للنازحين السوريّين. إذ كيف يمكن لواقع مخيّمات النزوح المزري أن يكون على ما هو عليه اليوم لو أن مليارات الدولارات التي خُصّصت لدعم المشاريع أنفقت في مكانها الصحيح. وعلَيه فإنَّ هذا الواقع يثبت أن غالبية المساعدات صُرفت على المؤتمرات ورواتب المنظمات غير الحكوميّة ونفقات أخرى بحسب مصادر مطّلعة وأنَّ أي كلام عن حرصٍ على كرامة السوريّين وأمنهم هو فقط من باب الضغط السياسي لمنع تدفّق النازحين إلى الدول الأوروبيّة.
 
هذا في الشأن المالي، أما في السياسة فقد لقي كلام بوريل ردود فعل سلبيّة على صعيد الدول المشاركة، ولعلّ ابرزها تمثّل في تغريدة وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجّار الذي غيّبه رئيس الحكومة عن المؤتمر، بكتابته "بالنسبة لخياركم السياسي، لقد أثبت فشله منذ 12 عاماً ولكن نحن مستعدّون لدعمه إذا ما قرّرتم استقبال حوالي سبعة ملايين نازح سوري في أوروبا، على أن تعيدونهم إلى بلدهم عند بلورة حلّ سياسيٍّ واضح للأزمة السورية ومقبول بحسب مقاييسكم". 
وقياساً مع بيان لبنان الدبلوماسي مقارنة مع الموقف الأوروبي يحضر سؤالٌ: لماذا لم يشرك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الشؤون في الوفد الرسمي إلى بروكسل؟ هل كان يخشى من أن يرفع الحجار سقف خطابه في مواجهة الإستكبار الأوروبي؟ وهل أخرج ميقاتي نفسه من الإحراج بعدم مشاركته شخصياً في مؤتمر بهذه الأهميّة بالنسبة لمستقبل لبنان؟ خصوصاً أن ذريعة غياب التمثيل العالي للدول الأخرى المشاركة منتفية مع تأكيد مصادر متابعة أنَّ مشاركة لبنان لطالما كانت على مستوى رؤساء الحكومات منذ انعقاد مؤتمر بروكسل 1 في حين أنّ الدول الأخرى كانت تتمثّل على صعيد وزراء ونوّاب.
 
بأي حال فإنّ تغريد الحجار قد وصل إلى مسامع بوريل وفهم منه امتعاض لبنان، لأنّ القبول بهذا الواقع يعني التسليم بألّا حلّ في الأفق. وهنا يقول الحجار ل tayyar.org أن "لبنان لن يقف متفرّجاً وإنّما عليه الذهاب إلى الحوار مع سوريا وقد تقدّم خطوة إلى الأمام في هذا المجال مع وجود خارطة طريق داخلية تترافق مع المتغيّرات الإقليمية وأبرزها عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربيّة". 
في هذا الإطار تؤكد مصادر مطّلعة أن لبنان سيستكمل خطة العودة بمعزلٍ عن موقف المجتمع الدولي، وذلك انطلاقاً من اللجنة السداسية المنبثقة عن جامعة الدول العربية التي يشكّل ملف النازحين أحد أبرز بنود جدول أعمالها. 


التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top