منذ بدايات انتشار فن السينما أدركت السياسة الأميركية مدى تأثير السينما في الجماهير، وعرفت أنها ستكون الطرف الأقوى والرابح دوما في جميع المعادلات، وكان عليها بناء التحالفات مع رجال الفن.
شهدت العلاقة الوطيدة بين هوليوود والبيت الأبيض، إنتاجات سينمائية مهمة، وكان فيلم «The Wigs»- الذي حاز أول جائزة أوسكار- الافتتاحية لإنتاج أفلام تمجد بطولات الجندي الأميركي، وتتغنى بمنجزاته، وهذا ما شاهدناه تباعا في الأعمال التي تناولت الحرب الباردة، وحرب فيتنام، وحرب الخليج الثانية، وحرب أفغانستان، وغيرهم.
لكن تلك العلاقة تعرضت لبعض النكسات في فترات مختلفة، كما أن بعض المخرجين رفضوا إملاءات السياسيين الأميركيين، وتحديدا في حرب فيتنام، حيث نقل صناع الفن حقيقة ما صار هناك، وروت الآثار السلبية التي تركتها الحرب في نفوس الجنود، على سبيل المثال فيلم «Apocalypse now» للمخرج فرانسيس فورد كوبود.
تعد حرب أميركا في أفغانستان، أطول حرب في تاريخها، حيث امتدت 20 عاما، وقدمت هوليوود أفلاما عدة عن تلك الحرب التي كبدت الأميركيين خسائر فادحة، آخرها كان فيلم «The Covenant» للمخرج جاي ريتشي، وتدور قصته حول الجندي «جون» خلال جولته الأخيرة من الخدمة العسكرية في أفغانستان، حيث يتعاون مع مترجم من السكان المحليين اسمه «أحمد عبدالله» والذي يخاطر بحياته لنقل «جون» المصاب عبر أميال من الأراضي الصعبة إلى بر الأمان.