فجر ١٣ حزيران ١٩٧٨ لم يكن ذلك الفجر الذي يمهد لنهار ربيعي مشمس انما كان فجراً ملبداً بغيوم سوداء لفت لبنان من شماله الى جنوبه، فجرٌ بدأ بمجزرة فظيعة في اهدن وانتهى باستدراك وحكمة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه للاوضاع الدقيقة التي كادت ان تنفجر، رغم الجرح والنزف الكبير اثر عملية اغتيال نجله الوزير والنائب طوني فرنجيه وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان و٢٨ مواطناً اهدنياً.
اليوم وبعد مرور ٤٥ عاماً على وقوع المجزرة، تبقى الذكرى محفورة في الاذهان والوجدان، وما الحشود الرسمية والشعبية الكبيرة التي تتوافد الى اهدن كل سنة لاحياء الذكرى الا دليل على الايمان الذي لم يتزحزح ولو للحظة بهذه القضية.
يقول جورج.د: ان رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، الاخ والابن والجار والصديق المجروح هو نفسه الزعيم الوطني الذي سامح وصالح وعفا عمن غدروا باهدن، وهو نفسه ايضا من يتعرض اليوم لعملية اغتيال سياسية بامتياز ، فبدل تقدير انجاز المصالحة التاريخي السير معه نحو وطن افضل، الا انه قد صح المثل القائل: رضيَ القتيل ولم يرضَ القاتل.
طوني.ا يقول: مجزرة اهدن وقعت في حزيران ولكنها في ذاكرتنا كل يوم ولم ننسى، ولكن مصلحة بلدنا تفرض علينا ان نتوحد ونمنع التقسيم وان يتوقف البعض عن عملية الغاء واقصاء من يحاول ان يوصل لبنان الى بر الامان بتنازلاته من اجل الوطن.
اما ماري.د فتقول: من سليمان لسليمان، سيف الكرامة لامع، وطالع صوب الحرية.
ولولا حكمة السليمانين والتعالي عن جراحهما لبقينا لليوم في دوامة من القتل والعنف والاخذ بالثأر .. وهؤلاء الرجال هم فعلا من يستحقون تسمية “رجال الدولة”.
في الذكرى ال٤٥ للمجزرة لا يسعنا الا ان نصلي على نية الشهداء الذين سقطوا، وكما قال رئيس تيار المرده: “إيماننا كان وسيبقى لبنان. لبنان الوحدة، لبنان الحرية، لبنان الرسالة، لبنان الدولة العادلة، لبنان اللي ماتوا كرمالو شهداءنا .
لبنان ما بيموت”.