خاص tayyar.org -
كان لافتا تخلّي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن ترؤس الوفد الى مؤتمر بروكسيل للنازحين، وترافق قراره مع بيان اعلامي يقول فيه إنه كلّف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب تمثيل لبنان في المؤتمر "الذي سيعقد الاسبوع المقبل، وان الوزير بو حبيب سيحمل الى المؤتمر ورقة عمل موحّدة باسم الحكومة".
لا ريب أن قرار ميقاتي لم يأتِ تعفّفا، وهو لم يترك منذ تعيين نفسه رئيسا للجمهورية بالوكالة، قمة أو مؤتمرا خارجيا إلا وشارك فيهما، فكيف الحال بمؤتمر يتناول أزمة النازحين التي تشكّل العبء الأبرز راهنا على الاقتصاد الوطني وتهديدا رئيسا للكيان والصيغة والتوازن.
سارعت أوساط ميقاتي الى تبرير امتناعه عن السفر بالقول إنه "أصيب بعد عودته من حفل تنصيب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بنزلة صدرية حادة وهو قيد المعالجة منها، وقد طلب منه الاطباء عدم السفر لفترة عشرة أيام خوفا من مضاعفات الاصابة".
يُشار الى أن مؤتمر بروكسيل ٧ لدعم سورية ودول الجوار، يُعقد في العاصمة البلجيكية في ١٤ و١٥ حزيران، فيما مشاركة ميقاتي في تنصيب أردوغان تعود الى ٣ حزيران، بمعنى أن مهلة العشرة الأيام التي منحه إياها الأطباء للراحة يفترض أن تنتهي قبل بدء أعمال مؤتمر بروكسيل.
يعود التبرير الطبي لعدم سفر ميقاتي الى انتشار معطيات عن تحضير تظاهرات وتحركات في بروكسيل اعتراضا على ما بدر منه من موقف ضد المحامي إيمانويل داود واتهامه بـ"الانتماء إلى منظمة صهيونية (ليكرا)" في متن محضر رسمي يوثّق المناقشات التي حصلت في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء والذي خصصت في جزء منها لتبرير رفض رئيس الحكومة المكلف تعيين محاميَيْن فرنسيَيْن لتمثيل الدولة اللبنانية في القضية المرفوعة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وتبيّن أن ميقاتي استدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه بعدما وصلت اليه أصداء مواقف أوروبية تتهمه بمعاداة السامية، نصح المقربون في ضوئه بوجوب معالجة هذا الخطأ لفداحته وتأثيره عليه سياسيا وعلى مستوى أعماله في الخارج.
يُذكر أن ميقاتي يملك ماركات تجارية عالمية ولا شكّ ستتأثر أعماله سلبا متى تنامت الحملة ضده على خلفية اتهامه بمعاداة السامية.