منحت زيارة الرئيس العماد ميشال عون المحورية لسوريا الماكنات الإعلامية المتربصة بالتيار الوطني الحر، مادةً إضافية لرفع منسوب هجومها وتوترها. فبعد أن كانت الماكنات الدعائية تصب حممها على "التيار" لرفضه منطق الفرض في رئاسة الجمهورية، ونظراً لتأكيد استقلاليته الذاتية، والبنيوية، والتي يجهلونها أو يتجاهلونها، عملت اليوم على تحوير مضمون اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، وإلصاقه ما لا يعلَق على رداء ميشال عون الوطني السيادي.
وفي الواقع، فإن نقلات ميشال عون وتحركاته لم ترتبط يوماً بالتكتيك، بل بعمق الإستراتيجيا. وهذا سبب صوابية رؤيته للمنعطفات الإقليمية واللبنانية والدولية، وتأخّر القوى السياسية التقليدية المعتادة على ترداد أصداء الخارج، عن خطواته بسنوات. ولذلك عمل المكتب الإعلامي للرئيس عون اليوم على "إسكات" هذه الماكنات التي لا تعتاش وتتسلق إلا على مضمون ما يبادر إليه عون والتيار الوطني الحر. وقد ذكّر المكتب الإعلامي بأن القضية الأساس للنقاش في الخارج والداخل تبقى القضية اللبنانية، ومصلحة لبنان، من ضمن رؤيته لعلاقته بمحيطه المشرقي، على قاعدة السيادة والإحترام المتبادل، كما دفن البيان محاولات التشويش على العلاقة مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
وعلى الخط الرئاسي، يُترقب موقف "اللقاء الديموقراطي" غداً من مدى تأييد المرشح جهاد أزعور في شكلٍ علني. هذا في الوقت الذي تلف الحيرة والضبابية موقف الثنائي الشيعي الداعم لسليمان فرنجية، وبالتحديد من مصير الدورة الثانية، بعدما سبق لرئيس المجلس النيابي نبيه بري أن أكد حذف خيار الورقة البيضاء والنزول للتصويت بفرنجية.
وقد بقيت بكركي محط الأنظار واللقاءات، التي زارها اليوم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، من ضمن الحوار الرئاسي والسعي لتقريب وجهات النظر بين البطريرك الراعي وبري.
إقليمياً عادت المعارك لتشتد في العاصمة السودانية الخرطوم، ومعها عاد استخدام سلاح الطيران، أما دولياً فالعين بقيت على كارثة تفجير سد نوفا كاخوفكا في شرق أوكرانيا ومدى تأثيره على العمليات الحربية بين الطرفين الروسي والأوكراني.