تمحورت محطات المسار الرئاسي حول حدثين أمس، وانعكاساتهما. فمن جهة تكتل "لبنان القوي" تكرسّت وحدته تحت العين الساهرة للرئيس العماد ميشال عون، إزاء الملف الرئاسي، مع الحفاظ على تنوع الآراء ضمن الوحدة وضمن البيت الواحد، وذلك إزاء هجمة إعلامية مستمرة تضع التيار الوطني الحر تحت المجهر دون غيره من القوى السياسية، اعترافاً بحيثيته الوازنة وتأثيرها على المعادلات السياسية. ومن شأن هذا الإجتماع المفصلي أمس، بما أفصح عنه لجة تقاطع "التيار الوطني" مع القوات اللبنانية والكتائب ونواب "تغييريين" حول إسم جهاد أزعور، أن ينقل التفاوض الرئاسي إلى مرحلة أخرى، وينهي وضع الكرة في ملعب القوى الممثلة للمسيحيين.
وتزامناً، أنهى البطريرك بشارة الراعي جولته الفاتيكانية والفرنسية بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقلاً نقل رأي الأكثرية المسيحية الساحقة التي تؤكد وبما هو أبعد من رئاسة الجمهورية، دورها الفاعل في النظام السياسي وعدم العودة إلى التسعينات. وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي ساد اجتماع الراعي – ماكرون، فإن بيان الإليزيه عن حرصه على "الدور المسيحي في الدولة والتوازن الطائفي"، هو أبلغ تعبير عن الرسالة الواضحة للراعي.
في هذا الوقت وقضائياً، استمر القضاء اللبناني بمماطلته في ملف رياض سلامة الذي استجوبه اليوم القاضي عماد قبلان، من دون اتخاذ أي إجراء بحقه كما هو معلوم.
إقليمياً، عاد التوتر العسكري إلى السودان والعاصمة الخرطوم، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش تعليق مشاركته في اتفاق جدة لوقف النار بسبب ما اعتبره انتهاك قوات الدعم السريع الإتفاق.