خاص tayyar.org -
لم يترك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موبقة إلا واقترفها. لم يترك ستراً يخفي به عوراته الكثيرة. في حكوماته الثلاث كان هو. يعطي من طرف اللسان حلاوة "وإذا توارى عنك فهو العقرب".
١-في حكومة عام ٢٠٠٥، انقلب على راعيه السوريّ ومصدر قوته اليومي، ومشى في التسوية بحظوة الثلاثي الشهير. انتقل دراماتيكيا من ضفة الى أخرى، من معسكر الى نقيض، من غير أن يرفّ له جفن.
٢-في حكومة عام ٢٠١١، عاد في بدئها الى قواعده الأولى، أصيلا، جنديا في معسكر الممانعة، قبل أن يحنّ تدريجا الى انقلاب عام ٢٠٠٥. بدأ حكومته مرشح الثنائي، وانتهى على النقيض.
٣-في حكومة عام ٢٠٢١، قبل أن يصلها ملكا متوجا، حفر كثيرا لمصطفى أديب ولسعد الحريري ولسمير الخطيب حتى أوقع بهم معاً. كان يجهد فرنسياً لنصب الأفخاخ في طريق كل مرشح غيره، حتى آلت إليه في نهاية المطاف. أوقع الممانعة في فخّ عام ٢٠١١، وامتلأت سنتاه الأخيرتان بما هبّ ودبّ من الدسائس، توّجها بمناورة التكليف غداة انتخابات ٢٠٢٢. والكل يذكر، يومها، عبارته الشهيرة: في جيبي ورقتا لوتو. في اليمين ورقة التكليف، وفي اليسار ورقة حكومة تصريف الأعمال. إنها win win situation.
صحيح أنها كانت لك كذلك، يا نجيب. هنيئا لك الربح. لكن سنيك كلها كانت وباء على البلد، ليس منذ سنة ٢٠٠٥، بل من يوم بدأتَ تخلط البيزنس بالسياسة.
رغم كل ذلك، لستَ قدرنا، ولن تكون. قليل من الوقت وتخرج من الصورة، كلها.
يبقى لك بؤس تقاعدك ووجهك السُّواد، ويبقى لنا الوطن والبأس.