حنان عبدالمعبود
أكد رئيس لجنة التعريب في اتحاد الأطباء العرب د.خالد الصالح، أن البحوث العلمية في البلاد العربية منخفضة جدا مقارنة بالدول التي تتحدث لغتها في مجال الطب، مضيفا أن التعريب هو مستقبل البحث والطب في العالم العربي، وأن الكثير من الدراسات تكشف أن التكلم بغير لغة الأم في مجال العلوم سببا في تأخر الدول.
وشدد د.الصالح، في كلمته خلال افتتاح الملتقى العلمي الأول «أثر اللغة الأم في إثراء المعرفة والبحث العلمي وحاجة الأطباء والمرضى للتواصل بها»، على ضرورة الإيمان بالتعريب والدراية بالأرباح والخسائر العلمية والثقافية والاجتماعية بسبب الحرمان من التحدث باللغة العربية، ولابد من حشد التأييد وإقناع أصحاب القرار وتوفير الميزانيات والقوى العاملة لدعم التعريب وتوفير مراكز الترجمة والتطوير وخلق النموذج والتوسع في عمل الدراسات العلمية المؤيدة.
وقال إن اللغات الأجنبية تمكنت من مفاصل العلم وتوسعت لتشمل تخصصات أدبية كانت حكرا على لغتنا الأم، ما يعكس مدى خسارتنا وتحول حلمنا إلى كابوس، وإن تعريب العلوم وإعادة اللغة إلى مكانتها الطبيعية ليسا أمرا سهلا، معربا عن أمله في أن يكون هذا اللقاء بداية السير في طريق واضح ومستقيم، وأن يتحقق الحلم على أيدي من يأتي بعدهم حتى تبقى أمتنا العربية هي الأمة التي تعودنا أن تكون متبوعة.
وأضاف د.الصالح أن الملتقى يجمع كوكبة من العلماء والأساتذة أعضاء لجنة التعريب الذين تمت تزكيتهم من اتحاد الأطباء العرب للعمل على استمرار الجهود في تعريب الطب والعلوم الصحية لخدمة المعرفة والبحث العلمي في العالم العربي.
من جهته، قال مستشار الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب للاعلام والتعاون الدولي د.عصام السيد، ان الملتقي الذي تستمر فعاليات على مدى يومين بحضور ومشاركة خبراء من الخليج والدول العربية سيتناول العديد من القضايا منها أهمية التحدث باللغة الأم ولاسيما في مجال العلوم وتأثيره على تقدم الأمم وماذا خسرت الأمة بابتعادها عن التعليم باللغة العربية، مشيرا إلى انه سيناقش أيضا المصاعب والمعوقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تواجه التعليم باللغة العربية ودور المؤسسات الفكرية والثقافية في مسيرة التعليم باللغة العربية واستعراض أفضل الاستراتيجيات للبدء ولضمان الاستمرارية في التعليم باللغة العربية.
وأعلن عن صدور قرار بتفعيل نشاط لجنة التعريب الصادر عن أمين عام الاتحاد د.أسامة رسلان «إحدى اللجان التابعة لاتحاد الأطباء العرب» وتكليف د.خالد الصالح برئاسة اللجنة ورئيس قسم الترجمة في منظمة الصحة العالمية سابقا د.قاسم ساره مقرر عام للجنة، وتضم في عضويتها 15 متخصصا، على أن تقوم اللجنة بوضع الرؤية والرسالة والأهداف وخطة عملها خلال الفترة القادمة.
بدوره، تحدث عضو لجنة التعريب وأمين عام المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية بالكويت د.مرزوق الغنيم، عن أهمية التحدث باللغة الأم، لاسيما في مجال العلوم وتأثيره على تقدم الأمم، لافتا إلى أنه أخرجت العديد من العلماء في مختلف العلوم وكان لهم العديد من المؤلفات التي تمت ترجتها بلغات أجنبية للاستفادة منها.
وأشار إلى إهمال اللغة العربية في التعليم واستبدالها باللغة الأجنبية ما أثر سلبا على لغتنا الأم، لافتا إلى أن لجنة التعريب ستحاول الوصول إلى إقناع مختلف الأطراف عن طريق الدراسات والبحوث لاستعادة استخدام اللغة العربية في التعليم بمختلف مراحله.