يواصل زعماء إسرائيل تحديهم للعرب والمجتمع الدولي، فقد قام وزير الأمن القومي في الكيان الصهيوني بن غفير باقتحام المسجد الأقصى بصحبة مجموعة من المستوطنين وبحراسة الشرطة الإسرائيلية، في حين قام رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بتحدي العالم بعقد اجتماع مجلس وزرائه في أنفاق حائط البراق!

هكذا يواصل الزعماء الإسرائيليون تحديهم للمسلمين والعرب والمجتمع الدولي، في إطار صمت عربي ودولي دون أن تتصدى المنظمات الدولية لهذه الإجراءات الإسرائيلية، فالإسرائيليون يريدون أن يفرضوا احتلالهم للمسجد الأقصى كمحاولة لإبراز المعالم اليهودية في القدس الشريف.

إن العرب مطالبون بأن يكثفوا تحديهم للتصرفات العدوانية من قبل الإسرائيليين، وذلك بإصدار بيان يخاطبون فيه المجتمع الدولي لفرض قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى المحافظة على حرمة بيت المقدس وعدم هدم المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ولابد أن تكون مقاومة من قبل الشعب الفلسطيني ضد المحاولات الإسرائيلية في التعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

كانت مدينة القدس قبل الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967 تابعة للسلطة الأردنية وهي المسؤولة عن المحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولابد في هذه الظروف أن تتحرك الحكومة الأردنية بدعم عربي لمواجهة تصرفات إسرائيل في اقتحام المسجد الأقصى، وهنا أيضا نسأل عن دور رئيس الهيئة المسؤولة عن المسجد الأقصى، نرى أنه من الأفضل أن يتولى ملك المغرب جلالة الملك محمد السادس هذه المسؤولية التي كانت برعاية الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه.

وعلى الزعماء الفلسطينيين أن يكثفوا جهودهم لمواجهة التحديات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، ولابد أن يكون هناك جهاد ونضال ضد المحتل على كافة الأصعدة، فها هو الرئيس الأوكراني يتحرك في كل الاتجاهات للدفاع عن حرية بلاده ضد المحتل، فقد كثف الرئيس الأوكراني اتصالاته بكافة دول العالم وحمل رسالة بلاده إلى أي تجمع دولي ليشرح قضية بلاده، ومنها حضوره مؤتمر القمة العربية الذي عقد مؤخرا في جدة بالمملكة العربية السعودية.

إن الفلسطينيين اليوم مطالبون بأن يحملوا رسالة قضيتهم لإقناع المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل باحترام القرارات الدولية التي تنص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، ومن فرض التصدي لمحاولات الزعماء الإسرائيليين الذين يحاولون من حين إلى آخر اقتحام المسجد الأقصى.

إن الجهاد لا يقتصر على البيانات السياسية الاحتجاجية وتخصيص مساعدات مالية دون أن يكون على الأرض نضال فلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «إن أعظم إنجاز استطاعت الانتفاضة الفلسطينية بصمودها أن تحققه هو أنها سلطت أصدق الأضواء أمام الرأي العام العالمي على خرافة التقدمية الإسرائيلية وديموقراطيتها وأكدت الهوية الفلسطينية فوق أرضها وبأيدي أبنائها، هوية أقوى من القهر وتستعصي على الشتات والذوبان فيها طهارة القدس وصلابة الصخرة المشرفة وهدي المرسلين». والله الموفق.