2025- 04 - 24   |   بحث في الموقع  
logo "الصرخةُ: سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ وقوّضَ الهيمنةَ الأمريكية"..(عدنان عبدالله الجنيد) logo “ذوق” يقتحم المشهد الإنتخابي؟ logo فيديو رائع من داخل المطار.. شاهدوه logo بالفيديو: حريق كبير في بنشعي – زغرتا.. والدفاع المدني يتدخل logo مصطلحات الإمام الخميني: سلاح المقاومة الذي زلزل عروش الاستكبار..(عدنان عبد الله الجنيد) logo توقيف 3 أشخاص في منطقتين لبنانيتين.. logo بيان من “موظفي الإدارة العامة”.. هذا ما جاء فيه logo أرمن لبنان في الذكرى الـ 110 للإبادة: نواصل النضال من أجل الحق والعدالة
المسجد الأقصى
2023-05-25 01:25:15

بقلم : عادل نايف المزعل


أي إنسان عربي مسلم يشعر بمحن أمته وتنغص عليه هذه المحن حياته، يعيش اكتئابا ما بعده اكتئاب، فها هي أمتنا تعيش عصرا من التخاذل والتراجع والانكفاء على الداخل والمهادنة مع العدو في عصر لم تشهده من قبل، وهذا الضعف جعل أعداءنا يتجرؤون عليها وينهشون لحمها ويدنسون مقدساتها ويقضمون من أرضها وتراثها. امتنا شغلت بكل ما يبعدها عن واجبها الأساسي وهو حماية مقدساتنا والذود عن ديننا واحترام رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، فضعفك يا أمتنا جعل الذئاب تمزق جسدك الواهن وتلعق دماءك، واحسرتاه يا أمتي، ها هو مسرى نبيك يدنس، يدخله المتطرفون اليهود بأحذيتهم يصدون المسلمين عن الصلاة ويمنعونهم من رفع الأذان، ها هو الحرم الإبراهيمي يضاف إلى تراث اليهود ومعه مسجد مؤذن الرسول بلال، ونحن نصدر البيانات تلو البيانات من شجب واستنكار وإدانة.

وها هو نتنياهو يزيد التوتر بالأراضي الفلسطينية المحتلة ويعقد اجتماعا أسبوعيا يسمى انفاق حائط البراق التي حفرتها إسرائيل تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس المحتلة وبعد ساعات من قيادة وزير الأمن القومي المتطرف اينامار اقتحامات المسجد الأقصى بصحبة مستوطنيه، وهذه الاستفزازات والتعديات على المسجد الأقصى ستدفع المنطقة إلى حرب لا تحمد عقباها.

وها هو نتنياهو في خطابه يقول «القدس عاصمة إسرائيل»، نحن شغلتنا ثرواتنا وكيف ننميها، وعطلنا أين نقضيها، ومشاريعنا كيف نجعلها تصب أموالها في خزائننا، شغلتنا الدنيا بملذاتها ومتاعها، أما أنتم وأقصاكم ومساجدكم وحرمكم فلتبحثوا لكم عن قوم آخرين يساندونكم لم تلوثهم الدنيا ولم ينخدعوا بالمعاهدات. والعين تدمع حزنا وفرحا، غبطة ويأسا، ونحن نرى الفلسطينيين يواجهون الدبابات بصدورهم العارية، يقفون أمام الموت غير آبهين لجنود الاحتلال، فتصيبهم وتصيب معها قلب كل جبان آثر دنياه على آخرته وجلس يشاهدكم أمام التلفاز، مكتفيا بعبارات وضعها من نوعية الشجب والاستنكار والإدانة.

إن الله لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإن الحرب بيننا وبين اليهود هي حرب عقيدة قبل كل شيء، فالعقيدة لا تحارب إلا بالعقيدة، والصهيونية عقيدة دينية مغلفة بغلاف سياسي، فاليهود متمسكون بعقيدة ولن يكون لنا شأن ولن نكون لهم بالمرصاد إلا إذا تمسكنا بعقيدة «لا اله إلا الله محمد رسول الله».

قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، إسرائيل ليست بالدولة التي تعبث أو تلعب، فلن تكتفي بفلسطين ولا الجولان، لكنها وضعت على باب الكنيست الإسرائيلي شعارا تقول فيه «أقيموا دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل»، فلا يجوز الصلح مع إسرائيل قتلة الأنبياء، فالأرض هي أرض فلسطينية مباركة وهي أرض الوحي وهي مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وبها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.

واقعنا واقع ممزق، فقد سرى الضعف والهوان في جميع النواحي بمجتمعاتنا سواء في المناصب السياسية أو الاجتماعية، ما يحتم علينا جميعا للأسف الشديد أن نختار الحل السلمي ونجلس للتفاوض مع اليهود. رحم الله المعتصم الذي جمع جيوشا نصرةً لامرأة مسلمة استنجدت به، فجمع رجاله واهتزت أركان الدولة الإسلامية لصرخة هذه المسلمة، ولبى المعتصم نداءها ونصرها وأخذ لها حقها. وأيضا حين جلس صلاح الدين ذات مرة مع أركان حربه فحدثت بينهم نادرة طريفة فضحكوا ولم يضحك صلاح الدين، فقالوا له: لماذا لا تضحك كما نضحك؟ فقال لهم: أستحي من الله أن يراني مبتسما والمسجد الأقصى في أيدي الصليبيين! حتى الابتسامة حرمها على نفسه، فإسرائيل الآن لا تريد إلا لغة واحدة وهي اللغة التي أخرجتهم من لبنان.

قال الشاعر:

سأحمل روحي على راحتي

وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق

وإما ممات يغيظ العدى

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع راية الإسلام خفاقة عالية ترفرف على القدس الحبيبة معلنة نهاية الصهيونية الحاقدة.. اللهم آمين.

[email protected]



safir el shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top