بيروت - أحمد منصور
اعتبرت المرشحة لرئاسة الجمهورية السفيرة تريسي شمعون «ان «الطبخة الرئاسية في لبنان لم تنضج بعد»، وعلينا انتظار أن تتبلور الأمور أكثر، في ظل ما يجري حولنا، وان نرى نتيجة المحادثات الخارجية، والاتفاقات الداخلية اللبنانية».
وقالت شمعون في تصريح لـ«الأنباء»: «أنا مرشحة لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وقد تقدمت بطلب ترشحي بطريقة رسمية منذ سبعة أشهر، ومازلت مستمرة بهذا الترشح»، وأشارت الى انها بصدد اجراء التحالفات ومتابعة الأوضاع عن كثب لخوض غمار المعركة الرئاسية، لكنها اعتبرت «اننا نعيش حالة ضياع كاملة بالملف الرئاسي، ويتحكم فيها التشنج والانقسامات»، ورأت «ان الأسماء التي تطرح للرئاسة، يتم حرقها، لأنه ليس هناك اتفاق على اسم يوحد الجميع، لذلك أعتقد انه مازال الوقت باكرا لاتخاذ أي موقف بهذا الموضوع، لأنه لم يحسم، وان الصراعات الداخلية كبيرة، والأوضاع صعبة».
وردا على سؤال، اعتبرت شمعون، ان الموضوع الرئاسي في لبنان، يتأثر بعاملين، خارجي وداخلي، وقالت:«من المؤكد ان هناك إرادة خارجية وتوافق على اسم معين قد لا يسبب أي إزعاج للجو الاقليمي، الذي يشهد تغييرا كبيرا حولنا. وداخليا علينا ان نصل الى مرحلة يقتنع فيها الأشخاص الذين كانت اسماؤهم مطروحة للرئاسة ان ليس أمامهم أي حظوظ، وان الفرصة لن تكون لصالحهم هذه المرة، فعليهم التنازل لمصلحة البلد، وطرح مرشح يكون أقل ضررا لدى الجميع».
واعتبرت شمعون «ان الموقف الفرنسي ليس داعما لاسم شخص معين، بل هو موقف داعم لإيجاد حلول سريعة لفرنسا، التي لديها مشاريع في لبنان وعليها تأمينها، لذلك ان أي شخص يؤمن لهم حل لهذه الأزمة، سيدعمونه، وبالوقت الحاضر هم يدركون المعادلة الداخلية، ودور حزب الله في هذه المعادلة، لذلك فهم اتخذوا الخط الأسرع للوصول الى حل لسد الفراغ الرئاسي».
وأكدت ان الموقف الخليجي من الرئاسة اللبنانية، موقف سليم، وهو موقف يحترم سيادة لبنان وشعبه وخياراته.
ورأت ان الحل لموضوع الرئاسة يكمن في اعادة بناء الثقة بين بعضنا البعض في لبنان، فالأخصام والناس المعارضون للمرشحين، عليهم أن يفهموا ان رئيس جمهورية لبنان الذي سيتم انتخابه، سيكون رئيسا لكل لبنان، وليس رئيسا لفئة معينة او لحزب معين، للأسف هناك الكثير لا يدرك جيدا هذا الأمر، ويأخذون الأمر قضية شخصية، لجهة ان الرئيس عليه ان يكون مؤيدا لسياستهم والى جانبهم ومع حزبهم، فهذا ليس هو دور رئيس الجمهورية، فالرئيس يمثل وحدة لبنان، وهو جامع لكل اللبنانيين، وحام لكيان لبنان والعيش المشترك بين الطوائف، وهذا الدور ليس سياسيا، بل هو دور وطني بامتياز، وعلى الجميع ان يفهم ان الرئيس الجديد لن يشكل أي ازعاج أو ضرر لأحد، الذي عليه توحيد الصف والشعب اللبناني، والعمل على التخفيف من الانقسامات والصراعات الداخلية.
وعما اذا كان بمقدور لبنان الاستمرار والعيش وحيدا خارج العباءة العربية، أكدت شمعون انه لا يمكن أبدا ذلك، مهما كانت التحديات والأوضاع، وشددت على ان لبنان والدول العربية حلقة واحدة، داعية الى تعزيز التضامن والتقارب بين الدول العربية ولبنان، في مختلف المجالات والقطاعات، التجارية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وعلى وجه الخصوص مع دول الخليج.