مفرح الشمري

الجهد المبذول من وزارة الثقافة القطرية ممثلا بوزيرها الشاب الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني ووكيل الوزارة المساعد للشؤون الثقافية د.غانم بن مبارك العلي ومدير مركز شؤون المسرح عبدالرحيم الصديقي باستمرارية إقامة مهرجان الدوحة المسرحي بعد توقفه لسنوات عديدة، أمر يحسب لهم، وذلك لأهميته لدى فناني قطر خصوصا انه يعتبر من أقدم مهرجانات المسرح في منطقة الخليج، ولذلك استمراريته واجبة ويشكر عليها كل من سعى لعودته حتى يحقق أهدافه في تفعيل وتطوير الحركة المسرحية القطرية وتنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب ودعم تجاربهم المسرحية المحلية التي ستؤدي بكل تأكيد إلى اكتشاف العديد من المواهب والقدرات الفنية المسرحية التي ستسهم في ازدهار المسرح في قطر الذي انطلق منذ 50 عاما وأكثر.

النسخة الـ 35 من هذا المهرجان التي انطلقت من ١٦ الجاري وتستمر حتى الـ 29 من الشهر نفسه جاءت مغايرة للجميع، حيث فتحت الباب للمواهب والجامعات والجاليات العربية المقيمة في دولة قطر بتقديم عروضهم المسرحية بجانب عروض المحترفين في المسرح القطري، وهذا يحسب لوزارة الثقافة في صنع قاعدة جماهيرية مسرحية من الجيل الحالي في ظل وجود التكنولوجيا التي نعيشها والتي تسببت نوعا ما في ابتعاد الجمهور عن المسرح، لذلك هذا التوجه وجد الترحيب من الجميع سواء من الفنانين بقطر او ضيوف الدورة الـ 35 لمهرجان الدوحة المسرحي.

إشراك المواهب والجامعات والجاليات العربية لتقديم عروضها في مهرجان بحجم مهرجان الدوحة المسرحي بجانب عروض المحترفين كان يحتاج لإيجاد جوائز للمميزين وإيجاد لجنة تحكيم متخصصة في هذا المهرجان لإبراز الأفضل من تلك العروض حتى تكون لهم بمنزلة دعم قوي وتشجيع على الاستمرارية في العمل المسرحي، وهذا ما عودنا عليه مهرجان الدوحة المسرحي منذ انطلاقته الأولى حتى دورته الماضية الـ 34!

نحن في مهرجان مسرحي له أسس ولوائح ومعايير للمشاركة فيه معروفة لدى الجميع وليس في «كرنفال» شعبي، كل يقدم ما عنده على خشبة المسرح ومن ثم يحضرون الندوة التطبيقية ومن بعدها «يروحون لبيوتهم» وذلك لعدم توفر روح المنافسة بين الفرق المشاركة!

وزارة الثقافة تقدم دعما ماليا للفرق المسرحية القطرية وشركات الإنتاج الفني المشاركة في المهرجان، فلماذا يقام المهرجان بلا جوائز وبلا لجنة تحكيم؟ كما أن السؤال الأهم هو كيف يتم اختيار الفرق المسرحية القطرية للمشاركة في المهرجانات الخليجية والعربية والدولية، أليس من خلال ما تحصده تلك الفرق من جوائز في مهرجان بلادها؟!