(ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) الكهف: 47 - 49.
مشاهد من يوم القيامة يذكرها ربنا جلا في علاه، تبدأ بتأهيل ساحة المحشر (الأرض) لاستقبال جميع المخلوقات للاستعداد لويم الحساب، يحرك الله سبحانه وتعالى الجبال الرواسي من مكانها تمهيدا لإزالتها من على الأرض حتى تكون الارض منبسطة بارزة لا يوجد عليها اي معوقات، فتبدأ كل المخلوقات بالتجمع في ساحة المحشر، كل أمة في صف، حفاة عراة كما خلقهم ربهم أول مرة، حينها يتذكر الكفار ما زعموا في الدنيا (ألن نجعل لكم موعدا) ليوم الحشر والحساب، ويأتي مشهد الصحف (الكتاب) وهم في ارض المحشر، كل واقف في صفه يتلقف كتابه إما بيمينه او بشماله. أما المجرمون فيأخذون كتبهم بشمائلهم وهم خائفون مما فيه من السيئات الصغيرة والكبيرة وكل شيء فعلوه في الدنيا مكتوب ومثبت (ولا يظلم ربك أحدا).
قبس هذه الآية: كل انسان على موعد مع يوم الحساب، في الدنيا أنت تستطيع أن تسطر في كتابك ما تشاء من خير وشر، فأحسن الكتابة وانقش كتابك بأجمل ما تحب ان تراه في يوم الحساب، قبل ان يأتي يوم لا تستطيع فيه الكتابة.