تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الآباء والأمهات، وهذه أمانة أمرهم الله تعالى بالاعتناء بها، كل على حسب حالته واستطاعته، وهذه المسؤولية الكبيرة لا تنحصر في أحدهما دون غيره، ويدل حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» على المسؤولية في الإسلام، ويدل على ان كلا من الوالدين مسؤول عن تربية الأبناء.
ومن البديهي أن تختلف أحيانا آراء الأهل في بعض المسؤوليات المشتركة في تربية أبنائهم، وذلك بسبب اختلاف بيئة الوالدين، أو بسبب تدخل الأقارب، أو لأسباب متنوعة ومختلفة، ولكن هذا لا يجوز أن يؤدي إلى أزمة، إلا إذا فشل الأهل في الوصول الى طريقة جيدة للتعامل مع هذا الاختلاف في الرأي. وتؤثر الاختلافات الخطيرة في الرأي في شخصية وتربية الأطفال، ويجب على الأهل أن يدركوا ضرورة التغلب على هذا النوع من المشاكل، قد يضيع المحتوى الذي يريد الأب إيصاله وقد تضعف آثاره اذا أعطت الأم رسالة مختلفة، وقد يؤدي ذلك الى أخذ الطفل للرسالة التي تناسبه، وفي غالب الأحوال يخرج الطفل برسالة ثالثة، مما يؤدي الى صعوبة تمييز الطفل بين الحق والباطل والحلال والحرام، وهذا أعظم خطر على التنشئة السليمة للأبناء.
إن الله تعالى يحاسب الأهل على تربية أولادهم، وعند النظر الى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد ذكر طرق التربية في حالة الاختلاف في الرأي، وخاصة اذا كان الاختلاف يتعلق بأساليب تربية الأبناء فإن طريقة حل الخلافات هي التشاور ومناقشة الأمر، وإن الله تعالى قد خلق في المرأة خصائص تختلف عن التي خلقها في الرجل، فالعاطفة والرحمة والتحمل أقوى عند النساء من الرجال، والعقل والإدارة والإرادة أقوى عند الرجال من النساء، وهذه الحقيقة هي سبب ومرجع الخلاف بين الوالدين.