ربط بالنترات سابقا ارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن مصدر هذا المركب قد يكون مهما. ويطلق على النترات اسم «جيكل وهايد للتغذية»، وقد تم التشكيك في آثاره الصحية لفترة طويلة. ووفقا لبحث سابق، يمكن لهذا المركب المخفي في الأطعمة مثل النقانق أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

ومع ذلك، فقد وجدت دراسات أخرى أيضا فوائد مختلفة لصحة القلب والأوعية الدموية تأتي من المصادر الغذائية للنترات مثل الشمندر والخضراوات الورقية. والآن، يأمل فريق البحث من معهد أبحاث التغذية والابتكار الصحي التابع لجامعة إديث كوان (ECU)، في تسوية هذا النقاش مرة واحدة وإلى الأبد. وقد اقترحت الدكتورة كاثرين بوندونو، أن المصدر الذي يأتي منه النترات قد يكون هو المفتاح.

وقالت: «نحصل على مركب النترات من ثلاثة مصادر غذائية رئيسية: اللحوم والماء والخضراوات. تنبع سمعة النترات كتهديد صحي منذ عام 1970، عندما أظهرت دراستان أنه يمكن أن يشكل النيتروزامين، وهو مادة مسرطنة للغاية في حيوانات المختبر. ومع ذلك، لم تؤكد أي دراسات بشرية مخاطره المحتملة، وتدعم دراساتنا الإكلينيكية والرصدية مركب النترات الذي يمنع أمراض القلب والأوعية الدموية إذا تم الحصول عليه من الخضراوات».

ويبقى السؤال: هل الخضار تشكل خطرا؟

لا تفرق الإرشادات الغذائية الحالية التي تم وضعها منذ السبعينيات بين النترات المستخرج من اللحوم والخضراوات والماء. وأوضحت بوندونو، أنه في حين أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات في سبعينيات القرن الماضي أفادت بحدوث حالات صغيرة من الأورام الخبيثة، إلا أن هناك دليلا على أن كل نترات لا يستحق أن يكون «ممزوجا بالقطران بنفس الفرشاة». وعلى عكس اللحوم والماء، تحتوي الخضراوات الغنية بالنترات أيضا على مستويات عالية من الفيتامينات والبوليفينول التي تم ربطها بفوائد صحية وفيرة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث حاليا لتأكيد أن النترات الموجود في الخضراوات آمن. وقالت بوندونو: «نحن بحاجة إلى التأكد من أن الخضراوات الغنية بالنترات لا تزيد في الواقع من خطر الإصابة بالسرطان إذا استهلكنا كمية أكبر. ويتم استخدام مكملات النترات العالية الجرعات بالفعل لتحسين الأداء البدني في الرياضة، بينما تتم إضافة مستخلصات نترات الخضراوات إلى منتجات اللحوم المعالجة مع مطالبة «العلامة النظيفة»، بدعوى أنها أفضل بالنسبة لك، لذلك نحتاج حقا إلى تصحيح هذا الأمر».

المصدر: «إكسبريس»