مما لا شك فيه أن هناك فنانين وممثلين في السينما كانت لديهم بصمة خاصة في مجال التمثيل، بل وأيضا مكانة خاصة في أذهان وقلوب الجماهير، مكانة لم تنس رغم مرور السنين حتى تأثرت بها الأجيال الجديدة من محبي الفن السابع، ولعل أبرز هؤلاء هو النجم الكبير «غاري كوبر».
ولد كوبر في 7 مايو سنة 1901 بولاية مونتانا الأميركية وتحديدا بمدينة هيلينا لأبوين من أصول أوروبية من المهاجرين الذين أسسوا الولايات المتحدة، واسمه الحقيقي هو فرانك جيمس كوبر، عمل في مهن كثيرة كان أولها رساما كاريكاتيرا لصحيفة محلية، لكنه لم يشعر أن هذا العمل سيحقق طموحه.
كانت بدايته في مجال التمثيل بدور راعي بقر ككومبارس في الأفلام الصامتة، والتي تألق فيها، وأولى خطواته في طريق الشهرة والنجومية كان دوره في فيلم «Sergeant York» عام 1942، حيث أدى دور البطل «ألفن يورك» في الحرب العالمية الأولى، وحل بالمركز الحادي عشر في قائمة الرجال عندما رشحه المعهد الأميركي للسينما، ليكون اسمه في قائمة المائة نجم خلال 100 عام من مسيرة المعهد.
حجز لنفسه موقعا كمشروع نجم في هوليوود عندما أدى أول مشهد ناطق له، وذلك في فيلم «The Virginian» عام 1929 إلى جانب الممثلين وولتر هودسون وريتشارد آرلين، حيث اعتمد الفيلم على قصيدة لأوين ويستر. وشارك في العديد من الأفلام الشهيرة خلال فترة الثلاثينيات من القرن المنصرم مثل «The spoilers» عام 1930 و«Morocco» في العام نفسه وغيرهما، كما برع في مختلف الأفلام، مثل «الكاو بوي، الجريمة، الكوميديا، الدراما».
والداه هما الإنجليزيان تشالز وأليس كوبر، هاجرا من بيدفوردشير إلى الولايات المتحدة، وكان والده قاضيا في المحكمة العليا في مونتانا، وتلقى تعليمه الأساسي مع أخيه في مدرسة دانستابل للقواعد في بيدفوردشير، لأن والدتهما اعتقدت أن التعليم أفضل في إنجلترا فأعادتهما إليها، وما إن بدأت الحرب العالمية الأولى حتى أرسلت في طلبهما. في 1933، تزوج غاري كوبر من فيرونيكا بالف، المرأة الكاثوليكية الرومانية الشهيرة والتي شاركت في عدة أفلام منها No«»Other Woman و«King Kong»، وكانت حصيلة هذا الزواج ابنة وحيدة اسمها ماريا.
انفصل كوبر عن زوجته في 1951 بسبب الشائعات التي طالته مع باتريسيا نيل، لكن لم يحدث الطلاق بينهما لأن غاري خشي أن يخسر احترام ابنته له، وفي عام 1954 عاد والتم شمل غاري مع أسرته مجددا.