خاص tayyar.org -
لا ينفك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يؤكّد انفتاحه على مختلف القوى السياسية في معسكريّ الممانعة والمواجهة، توسّلا للتوافق على اسم الرئيس العتيد والمشروع الذي سيحمله العهد المقبل. وتفترض هذه المقاربة أن تقابلها تلك القوى بالمثل، بعيدا من الجمود في الموقف والذي يزيد التعقيد الرئاسي تعقيدا.
ليس أدلّ من صواب موقف باسيل الذي على مسافة واحدة من المعسكرين الممانِع والمواجِه، سوى تعرّضه أحيانا كثيرة الى موجة من التشكيك من كليهما، وهما الساعيان كل من جهته إلى استمالة التيار إلى خيارين رئاسيين متناقضين لن تُكتب لهما الحياة ما لم ينزاحا صوب الخيار الثالث (الرئيس والمشروع) الذي يسعى إليه التيار، وهو الخيار الوحيد القادر على إخراج البلاد من الاستعصاء الحاصل.
على هذه خلفية يتوالى الرُسل على قيادة التيار، حاملين كمّا هائلا من العروض السخية لتحقيق هذا الإنزياح إلى أحد الخيارين المتواجهين، لكن من دون جدوى. فموقف باسيل ثابت على حقيقة الخيار الثالث، الرئيس والمشروع. تاليا لا تستوي كل معادلة مغايرة قائمة على اسم بعينه بلا مشروع رؤية وبرنامج، سواء أتت من أقصى اليمين أو من أقصى اليسار. كما لا تستوي، خصوصا، معادلة تخيير باسيل بين حزب الله وسمير جعجع (على ما انطوت عليه من وعيد ورغيد)، لأنها ببساطة قاصرة عن فهم منطق التيار الرافض معادلات التحدّي والتجاوز ومشاريع الإفلاس الرئاسي، تلك التي لن تقود لبنان سوى إلى حتفه.