شدّد أمين عام حزب الله، السيّد حسن نصرالله، في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية السابعة "لاستشهاد" مصطفى بدر الدين، على أنَّ "التطورات الأخيرة جيدة وتتحسن من زاويتنا. نحن اخترنا مرشحنا ليس كمرشح صدفة، سليمان فرنجية كان مطروحًا بجدية بآخر ولاية للرئيس أميل لحود، وكذلك عندما تم انتخاب الرئيس عون للرئاسة. نحن لم نأت بمرشح من خارج التركيبة اللبنانية". وسأل نصرالله "أين فرض حزب الله الرئيس؟ نحن قلنا أن لدينا كتلة في البرلمان وهذا مرشحنا".العلاقات مع سورياوأضاف، "نعتقد أن حكومة تصريف الاعمال يجب أن تبقى تمارس مسؤولياتها وعملها ضمن حدود الدستور والقانون، رغم الصعوبات. ومشكورين أنهم يمارسون أعمالهم". وتابع، "رأيُنا أن مجلس النواب يستطيع أن يكمل التشريع بشكل طبيعي وليس فقط تشريع الضرورة. وهذا لا يؤثر على حافزية وجوب انتخاب الرئيس". وأشار إلى أنَّه "لسنا مع تعيين حاكم لمصرف لبنان. ولذلك لم نذهب لتعيين مدير عام للأمن العام، نحن مع التزام حكومة تصريف الأعمال ضمن صلاحياتها الدستورية وعدم تعدي هذه الصلاحيات. ولنبحث عن حلول المشاكل ضمن الصلاحيات الدستورية والقانونية، وعلينا نحن اللبنانيين أن نستفيد من الاجواء الحالية في المنطقة".
واعتبر نصرالله أنَّه "لو كان حزب الله يمسك بقرارات الحكومات اللبنانية، من زمان كانت الحكومة اللبنانية شكلت وفداً وذهبت إلى سوريا للمفاوضات". مضيفاً: "لبنان مطالب باعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، واذا كان هناك في لبنان أناس منفصلون عن الواقع ماذا نفعل؟ ماذا تنتظر حكومة تصريف الأعمال اليوم؟". وتابع، "الحكومة اللبنانية مطالبة بعلاقات سياسية طبيعية مع سوريا، وهذا من مسؤوليتها ومن واجباتها ومن الضروريات، ويفتح الأبواب لحل مشاكل ملحّة ولا حجة على الاطلاق. اذهبوا قبل أن يذهب الرئيس الأسد إلى قمة الرياض وهذا لمصلحة لبنان ولا أحد يقوم بليّ يد أحد".ملف النازحين.. والكبتاغونوأشار نصرالله إلى أنَّ، "مصلحة لبنان الأكيدة السياسية الاقتصادية الأمنية ترتيب العلاقات بشكل طبيعي مع سوريا". وحول ملف النازحين، أكّد أنَّ، "هذا الموضوع لا يعالج على منصات التواصل الاجتماعي ولا بالخطابات ولا بالبيانات بل هذه طرق تأخذ على العنف والفتنة والضغائن والأحقاد مع شعب جار. إنسانياً أخلاقياً وطنياً، لا يعالج الموضوع بالسباب والشتائم والتحريض، وتحميل المسؤوليات لا يقدم ولا يؤخر، الإضاءة تفيد لمعرفة أصحاب الرهانات الخاطئة والمواقف المتبدلة".
ولفت إلى أنَّ، "تبدل موقف بعض القوى السياسية من النازحين يؤكد أن موقفهم الأول كان ذا خلفية سياسية لا إنسانية، والحل يكون بتشكيل الحكومة وفد وزاري ويذهب الى الشام لأيام ويتفاوض مع المسؤولين السوريين ويقوم بنقاش جدي وبرنامج". ورأى نصرالله أن "هناك دولاً خارجية تفرض على لبنان بقاء النازحين. وهنا يجب أن تكون المسؤولية والحرية والسيادة". وعن ادعاءات احتلال حزب الله للقصير وقرى سورية ما يمنع النازحين من العودة، قال: "هذا كذب بكذب ونحن لا نحتل لا بيوت ولا قرى ولا غيرها وأرسلوا وسائل الاعلام لترى، حتى اخواننا الذين ما زالوا بعدد قليل يعرف الجميع أننا لا نجلس في بيت إلا ببدل إيجار".
وأضاف، "قبل أيام قيل ان سلاح الجو الاردني أغار على هدف في المنطقة الحدودية في سوريا، واتُهم من قتل أنه تاجر مخدرات، وأنه الرجل الأول لحزب الله في سوريا، هذا كذب وظلم وخيانة وقلة أخلاق". وسأل نصرالله، "أصلا في العديد من المناطق لولا حزب الله هل تستطيع الدولة اللبنانية تفكيك مصانع الكبتاغون، وتفكيك شبكات المخدرات؟ وموقفنا الشرعي والديني والأخلاقي واضح منها وحاسم، لا نقبل أن يلوث سلاح المقاومة الشريف بنجس المخدرات. وهذا سلوكنا وموقفنا".الشأن الفلسطينيفلسطينياً، توجه نصرالله بالتبريك والتعزية إلى الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، وبالأخص حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، و"أعزّيهم بالشهداء القادة الذين استشهدوا في هذه الأيام". ولفت إلى أنّه "هناك مشكلة في لبنان مثل ما يُبتلى به البعض، من ضيق الأفق والحسابات الضيقة والانفصال، عن الواقع والتنكر للتطورات"، متسائلًا "هل يمكن أن يقارب أحد بصحّة وسلامة وصوابية، الاحداث في لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة؟".
وشدد نصرالله، على أن "العدوان على غزة بدأه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من أجل اغتيال قادة سرايا القدس"، مشيرًا إلى أنّه "من المؤسف استمرار الصمت العالمي، والولايات المتحدة الاميركية منعت إصدار بيان إدانة، لقتل إسرائيل النساء والاطفال في غزة"، مشيرًا إلى أنّ دوافع نتانياهو من المعركة "استعادة الردع الذي تآكل، الهروب من الانقسام الداخلي، ومعالجة الشرخ الحكومي".
وأكّد أنّ "فصائل المقاومة لديها قدرة عالية على ترميم أي استهداف لقادتها"، مشيرًا إلى أنّه "لم تتراجع ولم تضعف حركات المقاومة ولا متانتها ولا إرادتها، باغتيال قادتها، بل كانت الدماء تعطي دفعا للأمام"، لافتًا إلى أنّه "ثمة هدوء وحكمة في إدارة المعركة ما يفوت على العدو تحقيق أي من أهدافه"، معتبرًا أن "المقاومة في غزة أفشلت هدف العدو في ترميم الردع". وأعلن نصرالله، "أننا على اتصال دائم مع قيادات الفصائل، ونراقب الأوضاع وتطوراتها، ونقدم في حدود معيّنة المساعدة الممكنة، ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة أو خطوات لن نتردد ان شاء الله".