برعاية وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى افتتحت مدارس المبرّات أسبوع المطالعة الرابع عشر تحت عنوان "نقرأ ونتحدى في رحاب المبرات" في قاعة الزهراء الملحقة بالمركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك.
شارك في حفل الافتتاح مدير عام جمعية المبرّات الخيريّة الدكتور محمد باقر فضل الله، مديرو المؤسسات التعليمية والمهنية والرعائية والثقافية، مديرو الدوائر المركزية في المبرّات، فاعليات تربوية واجتماعية و طلاب من مختلف المراحل التعليمية.
بدايةً، آيات قرآنية قدمها مجموعة من طلاب القسم الثانوي في مدارس المبرّات، تلاها النشيد الوطني اللبناني، ثم فقرة فنية قدمتها تلميذات من الحلقة الأولى في مدارس المبرات.
بعد ذلك ألقى الوزير المرتضى كلمة أكد فيها على أهمية المطالعة، قائلاً: "نحن هنا لنفتتحَ أسبوع المطالعة الرابع عشر في مدارس المبرّات، فتعالوا إلى بعض مفردات المرجع المعلم والفقيه المربي مع هذه الإنطلاقة لأسبوع المطالعة... فإن السيد يقول :مستقبلنا هو العلم، فالذي ينطلق بالعلم ليؤسس نفسه، ويؤسس الآخرين، فإنه ينطلق في صنع المستقبل.. كونوا صنَّاع المستقبل، كونوا صنَّاع حركة الإبداع في الأمة، صنَّاع الإنسان، كونوا في حالة طوارئ علمية في الفكرة، وفي الأسلوب، حتى تستطيعوا أن تنجحوا في أدائكم في صنع الإنسان الجديد".
وأضاف: "حين نأتي إلى رحاب عملاق الكلمة والحرف واللغة والشعر والبيان والأدب والفصاحة والفقه والأصالة والتراث، نعلم أننا في حضرةِ الفضلِ من الله يؤتيه من يشاء من عباده الصالحين العلماء والدعاة، والله ذو الفضلِ العظيم. وحين يكون اللقاء على قراءة كتاب الحياة والإنسان وما فيه من معارف وجمالات البيوت التي أذِنَ الله أن تُرْفعَ ويُذكَرَ فيها اسمُه، ندركُ أنّ هذه البيوت هي مدارسُ الآيات ومبرّات العطاء والبذل وسنابل البِرّ."
وتابع: "عظيم ما أوحى به فعل الأمر [ إقرأ ] مِمّا أجراه الله تعالى وأساله على يدي علاّمة اللغة والعلم وفقيه الشعر والأدب المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي لم يغب من رحاب الحياة، ولم يزَلْ يدعونا إلى ظلال كتبه ومكتبته وتراثه ومنبره، وحواراته وعلومه وقراءاته التي نقيسُ عليها مواقيت المعرفة والفكر. حتّى إذا سُئلنا عن ميقات أسبوع المطالعة في رحاب المبرّات قلنا للسائلين: هو ميقاتُ السيد الذي أرساه بجوابه لأحد المحاورين حين سأله: كم كتابا تقرأ يا سيدي؟ فكان جوابه: "أنا أقرأ في اليوم مئتي كتاب؛ وذلك من خلال تجارب من كنت ألتقيهم خلال اليوم أو الصلاة أو الدروس والمحاضرات."
وأمل وزير الثقافة: "أن يلهم الله جميع اللبنانيين القراءة في الكتاب السامي الذي أفنى سماحة السيد محمد حسين فضل الله عمره وهو يدعونا الى القراءة فيه والاخذ بمضامينه وهو كتاب الوعي الذي يملي علينا بناء وحدة وطنية لبنانيةٍ متينة كما يملي التحسّب الدائم لخطر كيان الشرّ الذي جرى زرعه في ارضنا المقدسة والذي يستهدفنا كوطن وصيغة ونموذج لأنه يعلم علم اليقين ان لبنان الواحد المتنوّع يمثّل النقيض له الفاضح لبشاعة عنصريته ."
ثم كانت كلمة لمدارس المبرّات ألقتها مديرة ثانوية الكوثر الأستاذة رنا قبيسي لفتت فيها إلى"أهمية القراءة في توسيع الآفاق وفتح أبواب المعرفة والعلم، تلك القراءة التي لا تتقيد بنوع أو زمان أو مكان بل أن تكون شاملة شمولية العقل. لكننا للأسف، بتنا نلاحظ منذ عهد من الزمن أن أمة إقرأ تكاد تصبح لا تقرأ وأضافت:"حرصت جمعية المبرات الخيرية بتوجيه من مؤسسها سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، على تعزيز القراءة وإيلاء المطالعة اهتماماً كبيراً من خلال إنشاء مكتبات في جميع مؤسساتها التربوية لأنها تعتبر أن المكتبة المدرسية هي مركز إشعاع ثقافي وعلمي وأداة فاعلة تساعد في إثراء المناهج الدراسية، ونشر الثقافة العامة وجعلت المطالعة جزاءً مهماً في عملية التعليم، بإضافة حصص مطالعة أسبوعية ضمن البرنامج التعليمي لجميع المراحل العمرية. كما نود الإشارة هنا إلى مكتبة السيد محمد حسين فضل الله العامة التي تضم عشرات آلاف الكتب ويؤمها القراء والطلاب والباحثون من مختلف الجامعات والمراكز البحثية والدراسية".
وتابعت: "لأن المطالعة أصبحت لدى تلامذتنا وطلابنا عادة ولم تعد هواية كانت مشاركتهم مميزة في مشروع "نقرأ ونتحدى في رحاب المبرات" لكونها انطلقت من رغبتهم الشخصية بذلك بالرغم من العام الأول للمشروع. وهذا غيض من فيض المبرّات وبذرة الخير التي غرسها سماحة العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بذرة نمت وصارت أشجار خير تمدّ أفنانها ليتفيأ في ظلالها الاف من أبناء وطننا الحبيب، ينهلون من خيرها ويكبرون ثم ينتشرون رسل علم وإبداع وخير للحياة، وما هذا الإحتفال إلاّ بداية لسلسلة من الأنشطة والندوات والمحاضرات الثقافية التي ستنظم خلال أسبوع المطالعة المركزي".
يذكر أن عدد المشاركين في أسبوع المطالعة بلغ 5430 طالباً من مدارس المبرّات ومعاهدها، وقد تنوعت قراءاتهم بين القصص والكتب الثقافية والدينية والعلمية، وتأهل منهم للتصفيات النهائية 54 تلميذاً، تم الإحتفال بهم وإعلان أسماء أربعة عشر أوائل من الحلقات التعليمية كافة.
وفي الختام وزّع مدير عام المبرّات شهادات التقدير وجوائز مالية على الفائزين و المتأهلين للتصفيات النهائية، كما قدّم وزير الثقافة لكل من الرابحين جوائز عبارة عن "تابلت" Tablets كهدية رمزية من وزارة الثقافة.