2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo صحيفة فرنسية تكشف: عميل إيراني سرّب معلومات حساسة قادت لاغتيال نصرالله logo كيف حدّدت إسرائيل موقع الشهيد السيد نصر الله؟ logo بالفيديو: غارة عنيفة على الشويفات logo اغتيال نصرالله يفتح الباب لتوغل إسرائيلي في لبنان.. خطة نتنياهو تتسارع logo بايدن: حان الوقت لوقف إطلاق النار في لبنان logo حسن نصرالله... قائد المقاومة لثلاثة عقود logo تنياهو ينفذ "ضربته الأقوى"... نظام إقليمي جديد عنوانه إسرائيل logo تاريخ حزب الله وأمنائه العامين: من التأسيس إلى اغتيال نصرالله
قطع الأرزاق من قطع الأعناق
2023-04-27 17:27:56



حبيب البستاني- كلما طال أمد العودة كلما تفاقمت أزمة النزوح وتداعياتها الكارثية على لبنان واللبنانيين، فعدد النازحين السوريين يزداد باطراد شبه يومي، وذلك عائد ليس فقط لدخول أعداد جديدة من النازحين، وهذا ما حصل بعيد الزلزال الذي ضرب قسماً من المناطق السورية، ولكنه ناتج بفعل نسبة الولادات المرتفعة لدى النازحين والتي فاقت تلك المسجلة لدى اللبنانيين. والخوف كل الخوف أنه وفي حال استمر تواجد النازحين في لبنان فإنه من المتوقع أن يفوق عددهم عدد اللبنانيين خلال فترة بسيطة تتراوح بين عشر وخمسة عشر عاماً. ولا سبيل لتعديل هذه الزيادة، فاللبناني بالكاد يتمكن من الزواج بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها وهو إذا تزوج فإنه قد يأتي بولد في احسن الأحوال.


وهكذا فإنه بات من الملح إيجاد حل لهذه الأزمة، وهذا لن يتم إلا بكسر المعادلة وتقصير أمد هذا الوجود داخل الأراضي اللبنانية. لقد كان الرئيس عون وفي خطاب القسم قد أشار إلى خطورة هذه الأزمة وهو قد طالب من أعلى منبر في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بضرورة عودة النازحين. وإذا كانت معظم القوى السياسية في حينه لم تر الخطر المحدق في لبنان نتيجة النزوح، بل على العكس راحت تتبارى في زيارة النازحين في أماكن النزوح، لا بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك وذلك بمهاجمة الرئيس عون والعهد متهمين إياه بالعنصرية والفاشية إلى ما هنالك من نعوت كانت المنظومة الشعبوية تطلقها.
انقلاب السحر على الساحر
أما اليوم فقد انقلب السحر على الساحر وبات كل الذين كانوا يعارضون عودة النازحين باتوا من المنادين بها، وهذا عائد ليس لاستفاقة حسهم الوطني إنما بسبب ما يعانيه المواطنون كل المواطنين من تداعيات هذا النزوح، وبالتالي فإن جمهور هذه القوى وبعد أن كان مضللاً بفعل المواقف السياسية لزعمائه التي لم تتسم إلا بالكيدية السياسية لا أكثر ولا أقل، هذا الجمهور بدأ يطالب هؤلاء الزعماء بتغيير مواقفهم وهذا ما حصل، وبتنا نرى التبدل الجزري بمواقف بعض القوى والتي تبنت مواقف معاكسة مئة وثمانين درجة لما كانت تطالب به.
أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً
أن يتفق كل اللبنانيين على ضرورة عودة النازحين فهذا أمر جيد، ويشكل أرضية صالحة ينبغي البناء عليها واستثمارها في محاولة إيجاد قواسم مشتركة لمختلف المسائل العالقة في ما بينهم، وأولها مقاربة انتخابات الرئاسة بطريقة إيجابية بدل المضي في طرح الأطر التعجيزية والمطالب الغير موضوعية.
ولكننا وقبل كل ذلك ينبغي علينا التنبه للشعارات الشعبوية التي يطرحها البعض لمقاربة موضوع عودة النازحين، ويخشى أن يقوم هؤلاء بعد أن كانوا من أشد المعارضين للعودة أن يصبحوا من أشد المتحمسين لها ولكن بصورة شعبوية، فالمقاربة الشعبوية قد ينتج عنها لا سمح الله إثارة الغرائز والحساسيات بين اللبنانيين والنازحين، وهذا ما لا يريده أحداً. إن مقاربة موضوع العودة يجب أن يتم وفق خارطة الطريق التي كان قد وضعها فخامة الرئيس عون والتي تقول بضرورة البحث مع السوريين أي النظام السوري بآليات العودة وذلك في سبيل إنجاحها، فالمطلوب حل سياسي للعودة أي الاتفاق على أطر الحل، علماً أنه توجد في سورية مناطق واسعة تنعم بالأمان وبالتالي تضمن العودة الآمنة للنازحين. وكذلك المطلوب أن يكف البعض عن المكابرة ووضع الشروط التعجيزية أمام العودة وليس آخرها المطالبة بتغيير النظام في سوريا بدل العمل على الحل بالاتفاق معه. في الوقت الذي يُعاد فيه تموضع سوريا داخل الأسرة العربية، علينا جميعاً أن نستفيد من هذه المتغيرات الجديدة، وذلك في سبيل تسهيل العودة وذلك في الأمد المنظور كي لا يدخل لبنان بالمحظور.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top