ازدحمت الساحة السياسية بالتحركات الخارجية المؤثرة والمواقف التي تتقاطع في خانة الرئاسة وانعكاسات ترتيب الأوضاع الإقليمية على لبنان.
وقد أفصحت مقابلة رئيس "المردة" سليمان فرنجية أمس عن عدم وجود برنامج واضح لنيته الترشح والتقدم لأعلى مقام في الجمهورية اللبنانية. فلا تصور واضحاً على صعيد الإصلاح المالي والإقتصادي، ولا مواقف سياسية عن العلاقات مع المحيط والعلاقات الداخلية، باستثناء مواقف متفرقة ومحاولة توزيع جوائز ترضية لقوى وشخصيات سياسية منافسة. وهذا من شأنه أن يزيد من تعقيد الأزمة الرئاسية، لا بل من العبئ على عاتق ثنائي "الحزب" – أمل الذي سارع إلى ترشيح فرنجية ومحاولة فرضه على البيئة المسيحية اللبنانية.
كما لم تمر مقابلة فرنجية واتهاماته لرئيس "التيار" الوزير جبران باسيل من دون رد سواء من "التيار" أو من النائب غسان عطالله في مقابلته التلفزيونية اليوم على "الجديد".
إلى ذلك كانت زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين عبداللهيان الحدث الأبرز اليوم، وخاصة موقفه لجهة تأكيد محورية التوافق الداخلي اللبناني في انتخابات رئاسة الجمهورية. وتكتسب زيارة عبد اللهيان أهمية لافتة نظراً لانعكاسات اتفاق بكين والإستقرار الإيراني – السعودي على الأحجام والتوازنات في لبنان وعلى رهانات المرحلة المقبلة، بالتوازي مع التصريحات السياسية العالية السقف التي أطلقها قياديون في حزب الله وفي طليعتهم الشيخ نعيم قاسم والسيد هاشم صفي الدين.
في هذا الوقت تستمر الإستدعاءات القضائية لأركان منظومة رياض سلامة والمقربين منه، وكان التحقيق الأوروبي اليوم مستمراً مع مساعدته ماريان الحويك، بما يؤكد جدية التحقيق القضائي الأوروبي الذي يزخر بمحققين بارزين وحرفيين. ومن شأن ذلك أن يبقي السيف مصلتاً على المنظومة المصرفية – السياسية التي أذاقت اللبنانيين الذل والمهانة، بتقاطع مع المصالح الدولية والإقليمية التي استهدفت ولاية الرئيس ميشال عون وما يمثله من رمزيات وأدوار وطنية.