فصلتْ عطلة عيد الفطر السعيد بين مرحلة الإنشغال بطرح الفرض الرئاسي على اللبنانيين، والتطلع إلى آفاق وطروحات جديدة لتحريك البركة الرئاسية الراكدة. ففي ظل اللهاث الفرنسي لإيجاد تسوية مع حزب الله وإيران تتيح انتخاب فرنجية، لا تزال عوامل أخرى لم تتصاعد بعد، تلقي بثقلها على احتمالات الخرق الرئاسي، وأبرزها الموقف الأميركي الحقيقي، والذي يبقى من أبرز العوامل الخارجية المؤثرة، إضافة إلى الجدار المسيحي الداخلي الرافض طريقة التعاطي مع رئاسة الجمهورية.
وقد تناولت خطب الجمعة محورية رئاسة الجمهورية، وأبرزها خطبة مفتي الجمهورية التي ألقاها عن المفتي دريان الشيخ أحمد عساف. وقد كان تركيز على حسم ملف الرئاسة وفي المقابل الإشارة إلى محورية مقام رئاسة الحكومة إزاء رئيسي الجمهورية ومجلس النواب.
وقد ذكرّت الخطبة بالمواطنة والعيش المشترك المسيحي - الإسلامي، لكنها رفضت في الوقت نفسه مبدأ تقسيم بلدية بيروت.
وعلى الخط العربي والإقليمي، لم تمنع عطلة الفطر استمرار المعارك العنيفة في السودان وسط حديث عن لجوء نحو عشرين ألف شخص إلى دول مجاورة، ما يعزز المخاوف من انزلاق الوضع إلى حربٍ أهلية شاملة.