بكركي تشيد باستعداد "الداخلية" ومزيد من تعثر مسار فرنجية...
لم تخلُ عطلة القيامة بالتقويم الشرقي من المواقف السياسية من باب العظات الدينية. فقد حملت عظتا البطريرك الراعي والمطران الياس عودة نقداً للأداء السياسي، في وقت ركّز الراعي على الربط بين استحقاقَي رئاسة الجمهورية والبلديات لجهة عدم إيجاد حل لهما، من دون أنْ ينسَ الإشادة بعمل وزارة الداخلية وجديتها واستعدادها المفترض للإستحقاق.
إلى ذلك يستعِد لبنان للدخول في مرحلة جديدة من مسار رئاسة الجمهورية، ولا سيما بعد عاملين لافتين: الأول فشل زيارة باتريك دوريل السعودية في تغيير موقف الرياض من سليمان فرنجية، والثاني عدم بروز مؤشرات إيجابية من زيارة رئيس "تيار المردة" دمشق حليفته التاريخية. ومن شأن هاتين النتيجتين أن تُسهما في رفع منسوب التغيير في مقاربة القوى الدولية المنخرطة في البازار الرئاسي، ولا سيما فرنسا المتخبطة في إيجاد الحلول.
في هذا الوقت يستمر اشتعال السودان في حرب الصراع على السلطة. وفي وقت يدعي كل طرف أنه قاب قوسين من الحسم، يتحول الصراع في اتجاه تدخلات عربية ودولية تريد حصر النزاع وعدم تأثيره على المصالح القومية لجيران السودان، ولا سيما مصر والدولة الوليدة جراء التقسيم أي جنوب السودان. ذلك أن هذا البلد العربي - الإفريقي يشهد منذ فترة ليست بقصيرة مع دول القرن الإفريقي المجاورة، صراعاً محموماً على النفوذ بين إيران والسعودية والإمارات وتركيا وروسيا والولايات المتحدة.
وفي موازاة هذا الصراع، يستمر مسار تطبيع العلاقات العربية السورية بالتصاهد وفي هذا الإطار يُترقب زيارة لوزير الخارجية السورية إلى تونس، التي شكّل تصدير الجهاديين منها إلى الحرب السورية في عهد "النهضة" ثغرة أمنية للأجهزة الأمنية التونسية.