رغم إصرار وزير الداخلية والبلديات، بسام المولوي، على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، إلا أن التأجيل هو سيد الموقف. كما الأجواء لا توحي بالاستعداد لها، خصوصاً في بيروت. فلا وجود ليافطات دعائية أو إعلان عن لوائح.
أما التيارات والأحزاب، فهي ما زالت في مرحلة التخطيط والاجتماعات لحسم أمور التحالفات واللوائح. في بيروت، ليس الأمر مختلفاً عن صراع الانتخابات النيابية لعام 2022. إذ يبدو أن الأحزاب عينها ستخوض المعركة. لكن قد تطرأ تغيرات على بعض التحالفات لم نشهدها في الانتخابات الأخيرة.تيار المستقبل وقرار العودةغاب تيار المستقبل عن الساحة السياسية منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، وانتهى المطاف، رغم المحاولات الحثيثة من القياديين في الداخل، إلى عدم المشاركة في الاستحقاق بطلب من رئيس التيار ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وبرز حينها صراع بين أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، ورجل الأعمال أحمد هاشمية، انتهى بتمويل الأخير للائحة "هيدي بيروت" التي يترأسها النائب الحالي نبيل بدر.
اليوم، يسعى أحمد الحريري وبإصرار تام على خوض معركة البلدية، في حال إجرائها، خصوصاً في بيروت، كونها العاصمة أولاً، ومعقل التيار الذي سيطر على هذه البلدية لسنوات طويلة.
تفيد مصادر "المدن" المقربة من تيار المستقبل، أن خلفيات الإصرار هو التمسك بما تبقى من فتات هذا التيار في بيروت.
اللافت، حسب المصدر، أن انقساماً يسيطر على داخل التيار بين مؤيد ومعارض للمشاركة في هذا الاستحقاق. فالقسم الذي يؤيد ويدعم قرار أحمد الحريري مثل أمين سر المكتب السياسي في تيار المستقبل، فادي سعد، يبرر أن خوض المعركة غاية في الأهمية لأنها "تحمي" ما تبقى من التيار. أما الجانب المعارض، فيسير مع قرارات الرئيس الحريري بالابتعاد كلياً عن الساحة السياسية.
لجهة التحالفات، ليس أمام التيار خيارات كبرى. وستكون المرة الأولى الذي سيشكل لائحة باسمه خلافاً للاستحقاقات السابقة، حين كان يموّل ويدعم ولا يشكل لائحة بشكل علني، في حال المشاركة. لذا، يتحث المصدر لـ"المدن" عن خيار أساسي يتمثل بالتفاهم مع حزب الله، مشيراً إلى أن التحالف مع التغييريين شبه مستحيل، وكذلك التحالف مع النائب فؤاد المخزومي ليس وارداً.
يبقى للمستقبل خياران، إما تشكيل لائحة واحدة خالية من التحالفات، أو التحالف مع الجماعة الإسلامية. ويبدو أن الأخيرة لا تنوي اتخاذ هكذا خطوة مبدئياً.بيروت ما زالت "تقاوم"ساهمت الانتخابات النيابية الأخيرة، خصوصاً في بيروت، في قلب المعادلة رأساً على عقب. فخرقت المعارضة لوائح الأحزاب التقليدية، وتمكنت من ضمان ثلاثة مقاعد عن دائرة بيروت الثانية.
يقول الناشط السياسي كريم صفي الدين إن تنظيمات المعارضة تستعد لخوض الانتخابات البلدية. مشيراً إلى أن الأجواء في بيروت إيجابية، خصوصاً مع تراجع تيار المستقبل. وأوضح أنه من الصعب خلق لوائح مكتملة. وفي هذه الحالة سيعملون على دعم مرشحين في لوائح معارضة.
يدور نقاش بين القوى المعارضة اليوم لعدم تكرار أخطاء الانتخابات النيابية، التي شرذمت الأصوات ولم توحد الصفوف. لذا، يقول صفي الدين إنهم ما زالوا بصدد النقاش في كيفية بناء اللوائح، عدد المرشحين، والشخصيات المطروحة، التي لا يجب أن تحوم حولها فساد.
أما النائب ابراهيم منيمنة فيشدّد على أنهم معنيون كقوى تغيير في هذه الانتخابات بطرح رؤية بديلة للعاصمة، إنطلاقاً من حاجاتها وخياراتها السياسية. ويضيف، أنهم لا يُسقطون على الناس "خيارات من فوق" قد تخدم مصالح فئة صغيرة من المجتمع.
وعن تغيير المزاج الشعبي، يشير منيمنة إلى أن الانتخابات البلدية تعكسه بشكل أساسي لأنها تخرج من العناوين السياسية، والتي بدورها تعتمد على إثارة العصب الطائفي.
يعتقد منيمنة أن انتخابات البلدية مهمة في إطار المحاسبة المباشرة عن أداء السلطة السياسية.الجماعة الإسلامة: بين حزب الله وبدرالانتخابات الداخلية للجماعة الإسلامية أدت إلى شرخ فيها، ووظهور آراء متعارضة انعكست على أداء الجماعة وقراراتها. وينعكس ذلك على الانتخابات البلدية.
تشير المعلومات "المدن"، أن فلكي الجماعة في صراع حول كيفية خوض هذه الانتخابات والتحالفات. تيار رئيس الجماعة المنتخب، محمد طقوش، يميل إلى فتح أنفاق التواصل مع حزب الله مجدداً. إذ اجتمع النائب المحسوب على حزب الله محمد الخواجة مع قيادة الجماعة.
أما الطرف الثاني، الذي يترأسه النائب عماد الحوت، فيميل إلى عدم التواصل مع حزب الله أو التحالف معه، إنما يحث على التواصل مع النائب فؤاد المخزومي إضافة إلى النائب نبيل بدر وكذلك النائب وضاح الصادق.
كل ذلك غير مؤكد حتى اللحظة لأن موعد الانتخابات رهن التغيير والتأجيل لأربعة أشهر، وربما لن يكون حسب القانون الذي اقترحه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي يقضي بتأجيلها أربعة أشهر. إذ تشير مصادر "المدن" إلى أن الفترة ممكن أن تمتد قرابة العام الكامل.