اعتبر الائتلاف السوري المعارض أن استقبال السعودية لوزير خارجية النظام فيصل المقداد سيزيد من تعقيد العملية السياسية، داعياً الرياض إلى عدم تناسي جرائم النظام بحق السوريين على مدى 12 عاماً، ومراجعة موقفها من التطبيع معه.
ووصل المقداد إلى جدة الأربعاء، في أول زيارة لمسؤول دبلوماسي من النظام السوري إلى الأراضي السعودية منذ قطع العلاقات بينهما في 2011 وإغلاق السفارات وسحب سفيري البلدين، وذلك بناء على دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان للتفاوض على حل سياسي ينهي الأزمة السورية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وقال الائتلاف في بيان، إن نظام الأسد الذي ارتكب آلاف المجازر لم ينخرط جدياً بأي عملية سياسية، وإنما عمد إلى المماطلة وعرقلة أي خطوة باتجاه تنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2254، وذلك بهدف الوصول إلى لحظة الشرعنة وإعادة التعويم.
وطالب الدول العربية والمجتمع الدولي بمحاسبته والضغط عليه بشكل جدي من أجل تطبيق العملية السياسية، وعدم نسيان جرائمه الفظيعة في تدمير المدن السورية وقتل السوريين بجميع أنواع الأسلحة بما في ذلك استخدام السلاح الكيماوي والأسلحة المحرمة دولياً.
ودعا السعودية إلى "مراجعة الموقف من النظام المجرم، والثبات على المواقف المشرفة للمملكة من ضرورة عزلته ومحاسبته على ما ارتكب من جرائم بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة".
واعتبر الائتلاف أن التقارب مع النظام السوري "ليس خياراً للحل في سوريا، لأنه يعزز سلطة مجرم الحرب في سوريا، وسيؤدي إلى ارتكابه مزيداً من المجازر والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين الذين ما يزالون يتمسكون بثورتهم ومطالبهم المحقة في إسقاط النظام ومحاكمته وبناء سوريا الحرة".
وشدد على ضرورة "وقوف الدول أمام مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية في سبيل نبذ مجرم الحرب، ومعاقبته وعزله عن أي محفل واجتماع دولي أو إقليمي".
وإذ لفت البيان إلى أن الوصول إلى حل للمشكلات الإنسانية والسياسية في سوريا "يبدأ بمحاسبة نظام الأسد"، أكد أن النظام "هو الراعي للميليشيات الأجنبية والطائفية التي استقدمها لقتل الشعب السوري"، كما اعتبره المسؤول عن تصنيع وتصدير المخدرات إلى العالم.
وقال الائتلاف إن عودة اللاجئين منوطة برحيل نظام الأسد بشكل أساسي، مؤكداً أنه لا يمكن عودة أي لاجئ إلى مناطق سيطرة نظام الأسد التي ما تزال تغص “مسالخها البشرية” بالأبرياء بسبب مطالبتهم بالحرية.