ارتَدتْ رسائل خلوة بيت عنيا الروحية طابعها الرمزي المتوقع. فعلى الرغم من ردائها الروحي، مرر البطريرك الراعي الرسائل اللازمة للنواب في اتجاه الدفع لانتخاب رئيس. المهم أنه أرفقَ النداء البديهي لحثِّ النواب المسيحيين على انتخاب رئيس، بأسئلة عن مدى المساهمة في "السلام الإجتماعي"، و"تقدم الشعب"، و"تحرير الطاقة الإيجابية".
وإن كانت رمزية بيت عنيا مختزلة في الصورة الجامعة وعظة الراعي، فإنها مهّدت بغطاء روحي، لتواصل بين القوى المعنية أولاً بانتخاب رئيس للجمهورية، يبقى من مسؤوليتها استكماله. كما أن الدخان الأبيض الروحي أعاد موقع انتخاب رئيس الجمهورية إلى ركيزته الأولى وهي الحاضنة المسيحية.
وعلى الخط الرئاسي، سبقت الصورة الجامعة مسيحياً في حريصا، ضربة أميركية مفاجِئة من خلال العودة إلى استخدام سلاح العقوبات التي استهدفت هذه المرة الأخوين رحمة.
ففي ظل إصرار فرنسي والثنائي الشيعي على فرض سليمان فرنجية رئيساً لعموم اللبنانيين، أتى العامل الأميركي ليجيب على التساؤلات عن توقيت دخوله إلى الحلبة الرئاسية.
وفي ظل جس نبض قطري لخيارات فرنجية البديلة، سمع الموفد الوزاري خلال جولاته، تأكيداً لرفض استنساخ تجربة مثال ميشال سليمان في كل انتخابات رئاسية يُفترض أن تأخذ مسارها الطبيعي.
في هذا الوقت، تسير الإنتخابات البلدية وفق الإجراءات التنفيذية الطبيعية إلى حد الآن، وباتت في مرحلة تأمين الإعتمادات المالية بمرسوم من مجلس الوزراء.