جولة مكوكية قام بها الوفد القطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، زار خلالها قيادات سياسية جدّدت تمسّكها أمامه بوجهات نظرها حيال ملف انتخابات رئاسة الجمهورية.
وفق المعلومات، فإن الإصرار على لقاء مختلف الأطراف السياسية في لبنان، حتى تلك التي ما عادت ممثّلة في مجلس النواب، مردّه الى رغبة قطر في تكوين وجهة نظر شاملة حول الملف اللبناني للبناء عليها مستقبلاً، في ظل تزاحم المساعي الخارجية لمساعدة لبنان على الخروج من عنق الزجاجة التي علق فيها قبل أشهر. وهذه المساعي القطرية تتكامل مع مساعي كل من فرنسا والسعودية ولا تعارضها.
مصادر “القوات اللبنانية” أشارت إلى أن مهمة الوفد القطري “استطلاعية بامتياز”، كاشفةً أن الهدف من خلف الزيارة الاستماع إلى كافة وجهات النظر لتكوين صورة عن المشهد، على أن يُبنى على الشيء مقتضاه فيما بعد، ومن غير المعلوم ما إذا كانت قطر ستقود مبادرة لحل الأزمة في لبنان.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، نفت المصادر نفياً قاطعاً أن يكون في جعبة الوفد القطري أي مبادرة أو أسماء لرئاسة الجمهورية، لافتةً إلى أن الوفد لم يعرض أي وجهة نظر ولم يعلّق، بل إن “القوات” جدّدت موقفها تجاه مقاربة موضوع الشغور الرئاسي، أسبابه ومسار الخروج منه، مشدّدةً على أن زيارة الوفد لسليمان فرنجيه لا تندرج في سياق الدعم، بل في إطار استطلاع المواقف.
أما وبالنسبة للأجواء الدولية، لفتت المصادر إلى أن “ميزان قوى الممانعة يصطدم خارجياً بالموقف الخليجي السعودي الرافض لمرشّحه، ومواقف كل الدول، بما فيها فرنسا والولايات المتحدة، لا يُمكنها القفز فوق الموقف السعودي، كما أن الرياض ليست في صدد تبديل رأيها، لأن الموضوع مرتبط بالطائف، وعدم التدخّل في شؤون الدول، وهي تقارب الملف اللبناني انطلاقاً من المرحلة الإقليمية الجديدة”.
على خطٍ آخر، ستّتجه الأنظار اليوم إلى خلوة بيت عنيا التي يلتقي فيها النواب المسيحيون بدعوة من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والتي ستكون مخصّصة للصلاة من أجل لبنان. ويهدف الراعي من خلف اللقاء الجامع إلى تقريب وجهات النظر المتباعدة من أجل إحداث نوع من التوافق بين القوى المسيحية للاتفاق وإحداث التوازن.
عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب جيمي جبّور لفت إلى أن اللقاء روحي بالدرجة الأولى، ولا جدول أعمال سياسي، بانتظار ما سيرشح عنه، وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت إلى أن هدف بكركي الوصول إلى اتفاق مسيحي على ملف رئاسة الجمهورية، ونحن ندعم هذا المسعى.
لكن يبقى هذا الاتفاق ناقصاً ما لم يكن وطنياً، لأن أي طرف وحده غير قادر على انتخاب رئيسٍ للجمهورية، لا بل يحتاج إلى الطرف الآخر، لذا من الأفضل عقد لقاءات وطنية لا طائفية، وجامعة، لبلوغ الهدف المنشود.