استسلم رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، في نهاية الطريق تفاديًا للحملة الطائفية العنصرية التي تعرض لها، و التي كان سببها بعض المحطات التلفزيونية لأسباب مالية و تعصبية بحتة و تبعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي ختم تصريحه بإشعال الفتيل الطائفي الذي لم تتمكن المحطات التلفزيونية في الشارع من إشعاله بقوله "منمشي على وقت المتطورين مش على وقت المتخلفين الرجعيين". و بذلك حقق الأخير نصرًا في تهييج الشارع المسيحي في لبنان من خلال اللعب على وتر الإسلاموفوبيا،و نجح بإقلاق الطائفة المسيحية من نقل البلد الى دولة إسلامية وتغيير هويتها. بنيت هذه النظرية كلها فقط استنادًا على اعتماد التوقيت الشتوي بدلًا من الصيفي و التشديد الفظيع على ما قيل حياله كونه لمراعاة الصائمين في شهر رمضان المبارك، ولم يتوان جبران عن التشديد على موضوع التخلف و الرجعية و التفوق المسيحي الحضاري على الإسلاميين الرجعيين. و هذا ما إعتاد عليه باسيل، ففي كل مرة تتراجع شعبيته بها يجد معضلة جديدة على أمل ان تتمكن من إثارة شعبيته مجددًا فليس بحوزته سوى التأجيج الطائفي لتحقيق مبتغاه.
بالعودة الي تصريح الميقاتي الذي أعاد الأمور الي نصابها بالقراره المتعلق بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، فاذا لم تكن الحملة الواسعة الذي تعرض لها عنصرية-طائفية و بهدف الفتنة فلا يمكن تصور العودة عن القرار المتخذ الذي لا علاقة له بفريضة الصوم اذ ان فريضة الصوم مرتبطة مباشرةً بلحظات الشروق و الغروب و لا يتأثر بالساعة الصيفية ولا الشتوية.
عودة الرئيس ميقاتي كانت تعتمد تمامًا على تخفيف حدّة الخطاب الطائفي الذي اشتد فيه الصراع الإسلامي-المسيحي و كان تفاديًا لحرب طائفية حاولوا إيقاعه في حفرتها و ادخاله في النفق الطائفي و أفشله الأخير بحنكته المعتادة عندما أصدر القرار إحتراماً لدور الرئاسة الثانية وبعدها إصدار قراره كرئيس للحكومة.
فميقاتي الذي نال تعاطفاً وتأييداً اسلامياً واسعًا عقب هذا القرار، لم يرد ان يسجّل على نفسه انه ساهم في إشعال الازمة الطائفية. واتخاذه هذا القرار هو تفسير واضح على انه يريد المحافظة على مؤسسات السلطة و المجتمع كأمين على وحدة لبنان و اللبنانيين بمختلف طوائفهم.