السلطة من فضيحة إلى أخرى... والرئاسة: مرشّحون غائبون وأدوار وساطية مستمرة
يزداد التآكل تدريجياً في جدار السلطة تنتقل من تخبط إلى تخبط، وكأن المطلوب إبقاء لبنان والشعب في مرحلة بين فضيحة وأخرى، في وقت لا يمتلك أركان السلطة أي حل إلا استنزاف ما تبقى من أموال للمواطنين اللبنانيين.
فبعد أن جوبهت ثنائية بري – ميقاتي بموجة شعبية استنكرت الإستباحة والإستخفاف بالعقول بقضية تعديل التوقيت، برزت فضيحة تلزيم المطار لتثير الكثير من الأسئلة عن الشفافية والربح القليل الذي ستناله الدولة اللبنانية. وقد تصاعدت أصوات متنوعة في المجتمع اللبناني، من نخب قانونية ومالية واقتصادية لتطالب بإعادة درس المشروع والبت فيه.
في هذا الوقت، سُجِّلت أكثر من ملاحظة. معبرٌ جداً غياب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وكمرشح رئاسي، عن الصورة كلياً في ملف ما استباحته ثنائية المنظومة السياسية. قال متابع في مجلسٍ خاص إنه إذا كان فرنجية عاجزاً عن التكلم مع بري وميقاتي بملف كهذا، فكيف سيتمكن من قيادة ورشة الفساد والإصلاحات المالية والإقتصادية الكبرى التي تتطلبها مرحلة إنقاذ لبنان من الإنهيار؟
في المقابل، تسجّل حركة جنبلاط الوساطية ديناميكية أسهمت في إخراج أرانب الحلول لتفادي البلبلة التي لم يكن لها لزوم أصلاً. وهذه الديناميكية داخلياً تستكمل خارجياً باللقاءات الفرنسية لجنبلاط مع أركان الخلية الفرنسية المتابعة للملف اللبناني وفي طليعتها برنارد إمييه، أحد أبرز المرحكين لسياسة ما بعد قمة النورماندي في العام 2004 في مرحلة شيراك – جورج بوش آنذاك.
هذا وتتركز الأنظار على الترجمة العملية لرسائل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بعد خطابه المدوي الأحد الماضي. ففي وقت جدد مد اليد لجميع اللبنانيين لوضع خارطة طريق حوارية لإنتاج الحلول لبنانياً، لفت تلويحه بالشارع، وتحديداً ضد ركائز المنظومة الخائفة والمتهالكة.
أما الشأن المعيشي، فيلهب جيوب اللبنانيين في شهر رمضان، في ظل استقرار سعر صرف الدولار على ١٠٧ آلاف ليرة، وفوضى الأسعار في السوبرماركات.
من هنا، سيكون اللبنانيون أمام المزيد من الخطوات المتخبطة للمنظومة في مسارها التراجعي المحاصر قضائياً...