خاص tayyar.org -
لم تخبُ القراءات في زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، شكلا ومضمونا. ذلك أن المسؤولة الأميركية التي مثّلت بلادها في الإجتماع الخماسي الأخير في باريس لم تكثر الكلام، لكنها أيضا أبرزت لقاء لافتا مع نواب سنّة، في موازاة تقصّدها استثناء القيادات المسيحية (سياسية وروحية) من جدول لقاءاتها، ما خلا الاجتماع بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، وهو إجتماع بروتوكولي، إلى جانب أن لا حيثية مسيحية له.
ثمة تفسيران لتغييب القيادات المسيحية ولإبراز اللقاء بالنواب السنّة:
-أولهما أن واشنطن ليست في وارد لقاء أي من هؤلاء في ظل الفراغ في الموقع المسيحي – الماروني الاول، منعا لأي انحرافات في التفسير، ولكي لا يُعدّ أي أمر مماثل تكريسا للفراغ أو تطبيعا معه.
-وثانيهما أن الإدارة الأميركية المستاءة من التوافق السعودي – الإيراني وإرهاصاته في أكثر من دولة وجماعة، ترى أن ثمة دورا سنيّا مطلوبا في لبنان.
لذا أرادت أن توجّه من خلال استضافة ليف النواب السنّة الخمس في مبنى السفارة رسالة ذات لا تخلو من الرمزية وتنطوي على رغبة في إنشاء تقاطعات في المنطقة من خارج الإتفاق بين الرياض وطهران. كما أنها في الوقت عينه اغتنمت للقاء لتوجيه رسالة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتذكيره بأنه ليس اللاعب السنّي الوحيد في لبنان، وبأن علاقة البزنس السياسي بمسؤولين فرنسيين لا توفّر له المظلة الواقية خلافا لما يعتقد ويظنّ.