خاص tayyar.org -
تربط مصادر سياسية رفيعة بين الإنهيار المالي الكبير الحاصل في سعر الصرف وبين الضغوط الخارجية التي اشتدّت في الآونة الأخيرة، ووصلت حد التهديد الفرنسي – الأميركي بفرض عقوبات على من يوصفون بمعطّلي العمليتين الرئاسية والإصلاحية.
وترى أن ثمة محليا من يتقاطع مع الضغط الخارجي ويكمله عبر لعب ورقة سعر الصرف في السوق الموازية، وهي الورقة التي يدرك محرّكوها أنها تجرّ حتما الإنهيار تلو الإنهيار في كل ما يتّصل بالحاجات اليومية الضرورية للبنانيين، وصولا إلى أمنهم الغذائي الذي بات في دائرة الخطر الموصوف، وينقصه فقط رفع الدعم عن ربطة الخبز.
لكن المصادر تكشف أن التصعيد الداخلي يتقاسمه فريقان:
-واحد يتماهى مع الضغط الخارجي ويتقصّد الإنهيار المالي والتفلّت في سعر الصرف، لكنه يجد نفسه متضررا من أي إصلاحات لتورّطه على مدى سنوات في عمليات مشبوهة من تبييض أموال وتهريب الودائع والسطو على المال العام.
-وثانٍ يعتبر أنه هو المستهدف من هذا الضغط الخارجي، وأن الإصلاحات التي يصر عليها المجتمع الدولي هي في الحقيقة إجراءات تنفيذية للإقتصاص منه ومن قاعدته لا سيّما جيش الموظفين في الإدارة العامة. ولا يُخفى أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي يقوم فيما يقوم على إصلاح القطاع العام وخفض حجمه المتضخّم نحو النصف.
تضيف: تتمثّل المفارقة في أن تضرر الفريقين الخصمين من الإصلاحات والبرنامج مع الصندوق، شكّل لهما مساحة التقاء موضعي، فكان أن إنقضّ كل منهما بطريقته على تلك الإصلاحات التي تعطّلت مجلسيا وحكوميا، وهو ما أثار غيظ واشنطن والصندوق على وجه التحديد.
وتلفت المصادر إلى أن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف الى بيروت، غدا، تأتي تماما في هذا السياق. إذ هي سترفع السقف ولن تتردد في التلويح بسيف العقوبات ضد معطّلي العمليتين الرئاسية والإصلاحية.