2024- 10 - 05   |   بحث في الموقع  
logo بالفيديو والصور: دمار في مخيم البداوي إثر العدوان الإسرائيلي.. وتظاهرة كبيرة اليوم logo تيننتي: قواتنا في مواقعها في الجنوب رغم طلب اسرائيل نقل بعضها logo استشهاد مواطنة في الغارة على العين امس logo إسرائيل توسع غاراتها.. وتستعد لتوسيع العملية البرّية logo إسرائيل لم تقدم ضمانات بعدم استهداف النووي الإيراني logo الميليشيات الإيرانية تستنفر في ديرالزور.. الحشد والتعبئة على أشدهما logo رغم طلب اسرائيل... "اليونيفيل": قواتنا في مواقعها بجنوب لبنان logo "على طريق تحرير الأرض"... الجماعة الإسلامية تزفّ شهيداً
المراكز الفنية تحت حكم الدولار: الحلم غالٍ
2023-03-11 10:56:47


"تدربت حوالي السنتين في إحدى المعاهد الموسيقية في بيروت، إلا أن الظروف أجبرتني على التخلي عن عزف العود الذي أحببت وتمنيت إتقانه"، يقول ميشال (22 سنة) لـ"المدن". لبنان، الذي تحوّل إلى بلد يضيق بفقرائه، من الطبيعي أن يتم حصر الفن والأنشطة الفنية فيه بطبقة "فاحشي الغنى". ميشال هو واحد من مئات، تخلوا عن مواهبهم بعد تحليق أسعار الدولار وما تبعها من تحولات جذرية في أساليب الحياة اليومية.
البلد الذي تميّز عربياً لسنوات بثقافته وفنه ومسرحه، يخسر اليوم فرصة تنمية مواهبه الصاعدة. يتضاعف المشهد العام الكئيب عند ميشال وأمثاله، بعدما حرموا مما أبعدهم ولو قليلاً عن المعاناة اليومية. "أسعارنا بالدولار أي نعم الفريش دولار"، هي العبارة الأكثر رواجاً بين مراكز ومعاهد ومدربين تواصلت "المدن" معهم.
تقليل عدد صفوف... والمغادرة
وصل ميشال إلى مراحل متقدمة في رحلته بإتقان العزف على آلة العود وتعلّم تأليف الألحان الموسيقية دون قراءتها، واشترى آلة قبل الأزمة رغم ارتفاع سعرها. كان يلمس تقدماً ملحوظاً بأدائه، وهو ما سمعه دائماً من الأساتذة الذين أشرفوا على تدريبه في المعهد الموسيقي. تأثيرات الأزمة الاقتصادية بدأت مع لجوئه لتقليل عدد الصفوف لأن كلفتها بدأت تتضاعف، إلى جانب تكلفة التنقلات.
عندما وصل سعر الحصة التدريبية إلى قرابة الـ300 ألف، "وجدت نفسي غير قادر على تحمل هكذا عبء في ظل تكاليف جامعتي ووضع أهلي المحدود"، يضيف ميشال. كما يشير إلى أنه حاول التعلم بالاستعانة بمقاطع فيديو على "اليوتيوب"، إلا أن العود آلة صعبة وإتقانها يحتاج مدربين وإخصائيين والفيديوهات غير كافية لتعلّمها خصوصاً في مستويات متقدمة.
لا يختلف الوضع كثيراً عند وفاء (25 عاماً)، التي تخلّت عن تعلّم الرسم بسبب تحليق أسعار المواد المستخدمة. سنة واحدة فصلتها عن التخرج من كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، بعد ارتفاع سعر صرف الدولار. تقول وفاء لـ"المدن": "حاولت التأقلم مع الأسعار، إلا أن عملي ومساعدة أهلي لم يكفيا لتحمل تكاليف مواد الرسم وأيجار منزلي ونفقات التنقلات من بيروت إلى صيدا".تفاوت في الأسعار والأفضلية للصفوف الجماعية
في جولة على نوادي الرقص، تفاوتت أسعار الحصص الخاصة بين 25 و45 دولار، أما الصفوف الجماعية فلها حكاية خاصة وكلٍّ يسعّر "على راسه". قرر البعض تخفيض كلفتها، بحكم أنّ من يلجأ إلى هذا النوع من الصفوف غير قادر على تحمّل تكاليف الصفوف الخاصة. نوادٍ ثانية قررت رفع أسعار الصفوف الجماعية إسوة بالخاصة، بحجة مداخيل المدربين والنفقات التشغيلية.
لا يختلف الوضع كثيراً في مراكز الرسم والموسيقى، ويلاحظ أن النوادي والمعاهد التي لا تزال أسعارها "مقبولة" هي تلك التابعة لسفارات ومنظمات ثقافية دولية. يخصص لهذه النوادي مداخيل شهرية من المنظمات والسفارات التابعة لها، أو أنها تتكفل بنفقاتها التشغيلية. رغم انخفاض هذه الأسعار مقارنةً بنوادٍ أخرى، إلا أنها باتت عصية على أصحاب المداخيل بالليرة اللبنانية أبرزهم العاملين في مختلف قطاعات الدولة.
يشير مدرب الرقص المحترف وصاحب إحدى الأكاديميات مايك بولاديان إلى أنّ "كل خطوة إيجابية نخطيها يقابلها خضة تعيدنا للصفر آخرها الزلزال والهزات الأرضية". يرى بولاديان أن الإحباط الذي يعيشه اللبنانيون لا يقل تأثيراً عن الازمة الاقتصادية. العديد من المتدربين قللوا عدد ساعات التدريب منذ بدء الأزمة واشتدادها في السنتين الماضيتين.
وضمن حديثه مع "المدن"، يضيف بولاديان: "يلجأ كثيرون إلى الصفوف الجماعية بعد ارتفاع التكاليف، والنفقات التشغيلية باتت مشكلة كبيرة على أصحاب النوادي، خصوصاً في فصل الصيف مع الحاجة للمكيفات". وبحسب مدرب الرقص، تعويض الخسائر اليوم يقوم على العروض التي تتم خارج لبنان خصوصاً في مصر والعراق وبعض دول الخليج.
مبادرة موسيقية لافتة في منطقة الهرمل
"عدت إلى الهرمل في العام 2005 ولم ألمس أي تشجيع على الفن في المنطقة لأسباب عدة على عكس العاصمة بيروت التي عشت فيها 15 عاماً"، يقول المدرب الموسيقي محمد قانصوه لـ"المدن". منذ حينها، يعمل قانصوه في إحدى مدارس المنطقة إلى جانب بعض الدروس التي يعطيها للمتدربين في الهرمل ومناطق الجوار. بعد الأزمة "قررت، وبمبادرة فردية، تدريب أولاد المنطقة إيماناً مني بحقهم في إتقان الآلات التي يحبونها"، يضيف قانصوه.لا دعم لمبادرة قانصوه، "باخد معي غالونات مازوت من البيت، الأولاد ما بيقدروا يتحملوا الطقس البارد". يتقاضى 500 ألف ليرة مقابل 12 ساعة تدريب في الشهر، بما معناه 41 ألف مقابل الساعة التدريبية، مقسمة على ثلاث ساعات كل يوم سبت. يدرّب حوالي الـ30 تلميذاً على مختلف الآلات الموسيقية، ويعتبر أن غياب الدعم عن مبادرته وأي مبادرة في المنطقة سببه غياب الثقة في الجمعيات التي تنهب المساعدات.
"أشعر بنغصة كبيرة حين أرى زملائي على مواقع التواصل الاجتماعي يتقنون العزف، حلمت أن أكون مثلهم"، قالها ميشال في ختام حديثنا معه. قد يتبادر إلى أذهان البعض أن الفن، باعتباره من الكماليات، لا يستحق الإضاءة على معاناة محبيه. إلا أنه بالنسبة لهؤلاء، الفن هو الهروب من الواقع وفقدانه يعني تضاعف الضيق في بلد الضيق.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top