لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى أن هناك من يتصور أن لبنان هو جزيرة في قلب محيط وليس له علاقة بكل ما له علاقة بالمنطقة، مضيفًا للأسف هناك بديهيات تحتاج إلى نقاش أي عن أن لبنان يتأثر بدول المنطقة وبشكل أساسي بدول الجوار سوريا وفلسطين، وبالتالي الحديث عن سوريا وفلسطين وحاضرهما ومستقبلهما هو حديث عن حاضر ومستقبل لبنان.
كلام نصرالله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في ذكرى أسبوع القائد الحاج أسد محمود صغير (الحاج صالح). وقال: هناك من لديه رؤية مختلفة يتصور أنه ليس معنيًا بما يجري بسوريا وفلسطين، لكن بما يتعلق بدول الخليج يكون معنيًا بذلك، مشددًأ على أن سوريا آمنة مستقرة وغير محاصرة وتنمو اقتصاديًا له تأثيرات عظيمة على لبنان وفلسطين كذلك، ومن يناقش بهذه الحقيقة هو خارج الواقع.
وتساءل تصوروا أن بجوارنا فلسطين من دون اسرائيل فكيف يكون وضع لبنان؟
وأكد أن مشروع الحرب الكونية على سوريا فشل، لكن أنا لا أتحدث عن نصر كامل، لأنه هناك مجموعة من الملفات العالقة وما زال التحدي قائمًا، مضيفًا كلنا يعرف موقع سوريا منذ بدء الصراع العربي الاسرائيلي وخصوصًا في الخمسين السنة الماضية، مشددًا على أن سوريا كانت دائما أساسًا في جبهة الصراع مع العدو الصهيوني، وأساس في محور المقاومة ورغم الحرب الكونية ستبقى هكذا.
ولفت إلى أن هناك عدد كبير من المحللين يتحدثون أن سوريا سيتم استعادتها إلى الحضن العربي، وبالتالي ستخرج من محور المقاومة وهذا غير صحيح، مؤكدًا أن سوريا هي في قلب محور المقاومة، لافتًا إلى أنه في السنة الثانية من الحرب الكونية عليها عُرض عليها أن تتخلى عن موقعها التاريخي في الصراع مع العدو والقيادة السورية رفضت ذلك، وبعد ذلك أعيد هذا العرض بمغريات ورفضت أيضا.
كما أكد أن الانفتاح على سوريا هو اعتراف بنصر سوريا وهو إعلان عن اليأس، ونحن في حزب الله وبقية القوى من أحبائنا وأصدقائنا في محور المقاومة عندما نرى وفودا عربية وغربية في دمشق نشعر بالسعادة.
وشدد السيد نصر الله أن علاقة الثقة تعمدت بالدم حين قاتلنا في سوريا، وهذه المعركة عززت أواصر الثقة، ولذلك لا تسمحوا لأي محلل سخيف أو أي أحد آخر بأن يصدع هذه العلاقة، منوهًا إلى أن الصحيح هو عودة العرب إلى سوريا، فسوريا لم تغادر الجامعة العربية فهم أخرجوا أنفسهم والجامعة العربية معهم، مضيفًا إذا أكمل العرب باتجاه سوريا فأهلًا وسهلًا.
الأمين العام لحزب الله أضاف في آخر سنة من حكم ترامب هناك بعض الدول العربية أقبلت على سوريا لفتح سفارات، فاضطر وقتها وزير الخارجية الأميركية لمنع العلاقة، مشيرًا إلى أنه حتى الآن هناك لدى الكثير من الدول العربية رغبة بتطبيع العلاقات مع سوريا، لكن المانع هو المستكبر الأميركي.
وأكمل حديثه عن سوريا، قائلًا إذا يمكن معالجة ما يجري في شمال سوريا من خلال التفاوض، فهذا أمر جيد وهذه ليست نقطة قلق عند أحد، مضيفًا عندما رأت واشنطن العودة العربية إلى سوريا وضعت أساسًا بأن المسموح هو فقط التقارب فيما يتعلق بالزلزال.
كما نوّه إلى أن هناك محاولة خصوصًا في السنوات الأخيرة للقول بأن إيران ساعدت سوريا وهي الآن تسيطر عليها، وهم يتحدثون عن ذلك بجدية ويعرفون أنهم يكذبون، مضيفًا القول بأن إيران ساعدت سوريا وهي الآن تسيطر عليها كذب وتضليل.
وتابع نصرالله: بكل صدق أقول لكم إن سوريا تمارس كامل سيادتها وحريتها وهي التي تأخذ كل القرارات التي تريد.. وسوريا تستشير أصدقاءها لكنها هي التي تأخذ القرار، ولفت إلى أن إيران عندما رأت الحرب الكونية على سوريا وأخذت الموقف التاريخي إلى جانب سوريا، من أجل الحفاظ عليها ومن أجل أن تبقى سوريا لشعبها وللمقدسات في فلسطين وللأمة العربية ولكل محور المقاومة.
وأضاف: واحدة من الحجج العربية أنه فلنذهب إلى سوريا لنستنقذها من إيران.. فليكن ذلك، مشيرًا إلى أن سوريا ليست خاضعة لأميركا وتعمل وفق مصلحتها، و لولا صمود سوريا لكانت التسوية انتهت منذ زمن، لكن دعم سوريا لحركات المقاومة هو الذي غيّر المعادلات.
وشدد على أنه لو هُزمت المقاومة في لبنان عام 2006 كانت الخطوة التالية هي احتلال سوريا عسكريا من قبل أميركا واسرائيل، لكن هذا سقط، وكل الاعترافات والسفير الأميركي آنذاك يقول بأن أميركا كانت تقود المعركة في سوريا والصناديق العربية هي التي موّلت، وبايدن يعترف عن حجم مليارات الدولارات التي أنفقتها الدول العربية في الحرب على سوريا.
كما لفت إلى أن القواعد الأميركية في شرق الفرات تمنع تحرير شرق الفرات، وأميركا التي تصنّف العالم منظمات إرهابية هي التي تحمي الدواعش الذين يرتكبون المجازر في شمال سوريا.
وأشار إلى أن القواعد الأميركية في شرق الفرات تمنع تحرير شرق الفرات، وأميركا التي تصنّف العالم منظمات إرهابية هي التي تحمي الدواعش الذين يرتكبون المجازر في شمال سوريا، مضيفًا أن أميركا ما زالت تمنع التطبيع مع دمشق وتستخدم حاليا سلاح قانون قيصر. وقال: شعب سوريا ما زال يحتاج إلى مواصلة الصمود وكل تعاون من كل صديق، ونحن على ثقة بأن القيادة السورية، والشعب الذي تغلب على الحرب الكونية سيكون قادرا على تجاوز هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام، مضيفًا أن التحولات الدولية وفي المنطقة تؤشر إلى أن الحصار على اليمن وسوريا ودول المنطقة سيُكسر إن شاء الله.
وعلّق عن الإتفاق السعودي – الإيراني قائلا: تطور مهم ولو سار في مساره الطبيعي من الممكن ان يفتح أفاق في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان.
وحول الاستحقاق الرئاسي قال: لم نقم بفرض رئيس وندعو للحوار وتقديم الحلول والاقتراحات. وقلنا إننا ندعم مرشحا طبيعيا لرئاسة الجمهورية في لبنان وأنتم رشحوا من تريدون ولنتحاور وحقّ الترشيح هو ليس لطائفة محدّدة بل يستطيع أي نائب أو كتلة نيابية ترشيح من تريد.