أعلن المدعي العام في طهران، علي صالحي، الثلاثاء، تشكيل ملفات قضائية وتوجيه اتهامات ضد رؤساء تحرير صحف "هم ميهن"، و"رويداد 24"، و"شرق"، وشخصيات تنشط في المجال العام مثل آذر منصوري، وصادق زيبا كلام ورضا كيانيان.
وزعم صالحي أن لائحة الاتهام ضد هؤلاء الأشخاص ووسائل الإعلام تأتي بسبب نشر "الكذب والشائعات"، في ما يتعلق بقضية تسميم المدارس ومهاجع الطلاب بالجامعات في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية معارضة تبث من المنفى.تزامن ذلك مع تصاعد حدة الانتقادات ضد النظام الإيراني حول الهجمات بالغازات السامة على المدارس والمراكز التعليمية في جميع أنحاء إيران، وبعد يوم من مطالب رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجأي، باتخاذ "أشد العقوبات" ضد الذين يدلون ببعض التصريحات في هذا الخصوص.وعلق الأستاذ الجامعي والناشط السياسي صادق زيبا كلام، على اتهامات القضاء الإيراني له، عبر قناته في "تيلغرام": "سبق وواجهت اتهامات مثل نشر الأكاذيب والدعاية ضد النظام وتضليل الرأي العام وغيرها، وتمت محاكمتي بعض الأحيان، لكن الاتهامات الواردة مؤخراً حديثة تماماً، بما فيها الترويج لمحتوى يضر بأسس الجمهورية الإسلامية".وأضاف زيبا كلام: "نشر محتوى يعارض الدستور وخلق خلاف وفجوة بين شرائح المجتمع، يعني أنني استطعت أن أدلي في الفضاء الافتراضي بتصريحات أو كتابات تضر بأسس الجمهورية الإسلامية التي تتمتع بقوى خارقة بحيث استسلم أمامها الشرق والغرب"، حسب تعبيره.وبعدما نشر ممثل السينما والتلفزيون الإيراني، رضا كيانيان، في الأيام الأخيرة، صورة مصممة للاحتجاج على تسميم الطالبات في إيران، طالب أنصار النظام الإيراني باعتقاله. وقبل يوم من إصدار لوائح الاتهام ضد الأشخاص المذكورين من قبل المدعي العام، نشرت وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، تقريراً بعنوان "البلطجية الذين يقومون بتسميم الأذهان! ما هي خطة القضاء لمواجهة ناشري الشائعات؟"، طالبت خلاله باعتقال مختلف الشخصيات الإيرانية التي علقت على هجمات التسمم في البلاد.وأشارت "فارس" في تقريرها إلى شخصيات مثل آذر منصوري، الأمينة العامة لحزب "اتحاد الشعب"، ومحمد تقي كروبي، نجل السياسي مهدي كروبي، وعباس عبدي الناشط السياسي في جبهة الإصلاحات، ومعصومة ابتكار، مساعدة الرئيس الإيراني السابق، وفيض الله عرب سرخي السياسي الإصلاحي، وبدرام سلطاني نائب الرئيس السابق لغرفة التجارة الإيرانية، ووصفتهم بـ"البلطجية" و"المتمردين".واقتطفت وكالة "فارس" أمثلة من آراء هؤلاء الأشخاص التي يرون خلاها أن تسمم الطالبات المتسلسل مرتبط بطريقة حكم النظام الإيراني، وهو ما أثار حفيظة الوكالة التي نشرت في 27 شباط/فبراير الماضي تقريراً منفصلاً بعنوان "تسمم الطالبات، أداة الإصلاحيين للهجوم على المذهب"، أعربت خلاله عن قلقها من أن توفر عمليات التسمم المتسلسلة "سبباً جديداً لإثارة الكراهية ضد الجمهورية الإسلامية".وقال عضو لجنة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان الإيراني، محمد حسن آصفري، إنه حتى الإثنين الماضي، تعرضت أكثر من 5 آلاف طالبة في 25 محافظة بنحو 230 مدرسة لهجمات بالغازات السامة. فيما لم تنشر السلطات القضائية والأمنية والاستخبارية في إيران حتى الآن، وبعد مرور نحو 4 أشهر من حالات التسمم، أي أدلة أو تقارير رسمية وموثقة حول هذه الهجمات. ويرى بعض الناشطين أن هناك احتمالاً بتورط مجموعات تابعة للنظام الإيراني في هذه الهجمات.